عادات و تقاليد

المصافحة بـ «الأنف» ورقصة «هاكا».. أغرب عادات شعب الماوري

أميرة جادو

وصل شعب الماوري إلى نيوزيلاند، على شكل دفعات ضمن زوارق، ومازالوا مستوطنين هناك، من منطقة جغرافية مؤلفة من مجموعة كبيرة من الجزر المبعثرة تُعرف باسم بولونيزيا، ومن المرجح أن تاريخ وصولهم يعود إلى الفترة الواقعة بين عامي 1250 و1300 ميلادي، وأسسوا مجتمعاً ثرياً ومعقداً اعتمد على ثقافة المحارفين المرعبين، وصف الأوروبيون محاربي الماوري الذين التقوا بهم بالرجال كبار الحجم، على الرغم من أن النساء أيضاً قد يصبحن محاربات، بالإضافة إلى الوشوم التي امتلأت وجوههم بها.

أغرب عادات شعب الماوري

على الرغم من مظهرهم المرعب والمخيف، لكن تلك المعالم الجسدية والفيزيائية ليست سوى جزء صغير من الأسباب التي تجعل هؤلاء المحاربين من أخطر وأكثر القتلة رعباً، إليكم أغرب العادات والحقائق التاريخية المعروفة عن محاربي الماوري، وهي:

 حفر الوشوم على وجوههم

يتمتع الوشوم بمكانة خاصة عندهم، رجالاً ونساءً على حد سواء، وكان الوجه أكثر الأماكن شيوعاً لحفر تلك الوشوم، على الرغم من أن العنق والجذع والأطراف كانت أيضاً مناطق شائعة، بدأ معظم شعب الماوري بالحصول على الوشوم منذ بلوغ سن المراهقة، وكان كل تصميم فريد من نوعه، لكن أغلب الوشوم كانت ذات شكل حلزوني، وغالباً ما تلقى الماوريون تلك الوشوم خلال المناسبات، وكان كلّ خط يدل على شجاعة المرء وقوته.

والجدير بالإشارة، يستخدمون إبر الوشم لحفر تلك الوشوم، بل كانوا يحفرونها في الجلد مباشرة باستخدام مطرقة وإزميل، وكانت تلك تُصنع من العظام، بينما كان الحبر يُصنع من الرماد والدهون. أدت تلك الوشوم إلى حفر علامات مخططة على الجسد، أي لا يكون الجسد أملساً مثلما يتم الوشم اليوم.

تحية الحروب

“الهونغي”، وهي تحية خاصة يقومون بها في ما بينهم يوميا خلال تعاملاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وفي اعيادهم ومناسباتهم الخاصة، على غرار مصافحة الأيادي في التقاليد الغربية، ويعتقدون أن أداء هذه التحية يعزز أواصر العلاقات ويقارب الأرواح وتتشارك الانفاس و نفحات الحياة بين الأفراد، لذلك يجب أن تؤدي بطريقة معينة وخاصة جداً، و ذلك عن طريق اغماض العينين لبرهة ثم تلامس الجباه وفرك الأنوف.

ولكل حركة في هذه التحية معناها الخاص لديهم، فالوقوف أمام الشخص وغمض العينين هو فرصة لتعميق المشاعر والأحاسيس وكذلك استرجاع الذكرياته الجميلة التي سرقها الزمن، في حين أن ملامسة الرأس تعكس أهمية هذا العضو لدى الماورين حيث يعتبرونه جزءاً مقدسا في الجسم فهو مخزن الذكريات والأحداث فبملامسة الجبهة  تواصل العلاقات مع الاجداد والأسلاف فيتذكرون من هم ومن  أين جاءوا وأين سيعودون، فيما يرمز ضغط وفرك الانف إلي تقاسم الأنفاس من أجل توحد الأجساد والأرواح، وفي التفاصيل  تقول اسطورة يتداولها السكان أن  الاله  المقدس “تان”  نفخ في خياشيم  “هيناهون”  وعندما عطست فدبت الحياة في جسدها  ووجدت الأنثى في الحياة.

قبل أن تتحول إلى تحية يومية لديهم، كانت إحدى طقوس الحرب التي يعتمدونها لمعرفة اذا ما كان الزائر من الأعداء أم الاصدقاء، فبعد أداء التحية  تطلق النساء صرخات حادة الهدف منها  تبادل المعلومات حول ماهية الزائر والهدف من زياراته ثم تبدأ رقصات المحاربين .

رقصة الحرب

تعتبر من أشهر التقاليد والعادات التي لا زال الماوري يستخدمونها حتى اليوم في الفرق الرياضية الوطنية، وتعرف تلك الرقصة الأصلية باسم «هاكا»، وخلال تلك الرقصة، يقوم المشاركون بالغناء والطرق بأقدامهم على الأرض، ويخرجون لسانهم من فمهم ويفتحون أعينهم، تؤدى هذه الرقصة اليوم للترحيب الضيوف والزوار المهمين، لكنها كانت رقصة حرب في السابق.

استخدموا هذه الرقصة بهدف تحدي الأعداء، والاستعداد للمعركة خلال طقس خاص، ويتنبأ شيوخ القبيلة بمسار المعارك من خلال هذه الرقصة، فإذا شعروا بوجود خطب ما أثناء أداء الرقصة، كانوا يلغون الخطط أو يعدلونها.

 ينبشون القبر ويعيدون دفن الموتى من جديد

وتعد طريقة دفن موتاهم من أغرب العادات والتقاليد لديهم، فمنذ الفترات المبكرة لثقافة الماوري، كان الناس يدفنون موتاهم مرتين. في المرة الأولى، تجري عملية الدفن بعد أسبوع أو أسبوعين من وفاة المرء، فتُلف الجثة في حصرٍ وتدفن وتترك حتى تتعفن، ثم بعد مرور سنة تقريباً، يعيد الماوري نبش القبر واستخراج العظام وكشط الجلد العالق بها، ثم يطلون تلك العظام بالمغرة الحمراء، وهو صباغ طبيعي، ثم يأخذون تلك البقايا إلى مستوطنات وأماكن أخرى ليعيدوا دفنها من جديد.

هناك أيضاً طقوس أخرى تجري في مكان مقدس قبل عملية الدفن الثانية، وعند اكتمال عملية الدفن الثانية، يعتقد أن روح المرء تتابع حياتها.

اتخاذ رؤوس الأعداء جوائزاً تذكارية

كان لرؤوس الأعداء المهزومين مكانة وأهمية خاصة لديهم، فمن المعروف أنهم يأخذون رؤوس ضحاياهم معهم، ثم يزيلون الدماغ والعينينن ويغلقون جميع الفوهات في الجمجمة بألياف الكتان والصمغ، ويغلى الرأس أو يحمص في فرن، ثم يجفف في الشمس لعدة أيام، وأخيراً، يدهن بزيت القرش.

على الرغم من أن تلك الطقوس والعادات جاءت لإهانة الأعداء، لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل اخترعوا لعبة غريبة من تلك الرؤوس، فكانوا يجمعونها ويكدسونها فوق بعضها، ثم يضعون رأس زعيم القبيلة المعادية أعلى ذاك الركام، ثم يستخدمون الحجارة أو رؤوساً أخرى ليحاولوا إصابة رأس الزعيم الموجود في الأعلى.

والجدير بالذكر، أصبحت حياة الماوري حاليًا تتشابه كثيراً مع حياة الأوروبيين وإن كانوا قد احتفظوا ببعض العادات القديمة الفريدة لأنهم يخلصون لتقاليد القبيلة، ولا تزال بعض كبيرات السن من النساء يحملن على ذقونهن الوشم المعروف باسم “موكو”، وكثيراً ما يزاول الماوري الحرف نفسها التي كان أسلافهم يزاولونها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى