قبائل و عائلات

“الموسو”.. قبيلة صينية تحكمها النساء ولا تعترف بالرجال

أميرة جادو

آمنت نساء قبيلة “الموسو” الصينية، بقوتهن وعظمتهن، فما كان منهن إلا أن همشن الرجال، وأطلقن العنان لأنفسهن للسيطرة والتحكم في شتى شؤون الحياة القبلية هناك، عليك التخيل كيف يكون المجتمع بلا آباء بدون زواج أو طلاق؟، حيث الجدة هي رب الأسرة وعصب العائلة، مجتمع نسائي لا تورث المرأة فيه جيناتها فقط و إنما أيضا أسمها، هذا المجتمع النسوي، موجود على ضفاف جزيرة لوغو في مقاطعة يونان، جنوب غرب الصين، عند جبال الهيمالايا، مجتمع قبلي قديم من البوذيين التبتيين يسمى “موسو”.

عادات قبيلة الموسو

تتمسك القبيلة بالعديد من التقاليد والقوانين الغريبة، حيث تتساوى المرأة مع الرجل، إن لم تكن متفوقة عليه، وكلاهما لهم ما يحلو لهما من الشركاء الجنسيين، وعائلات الموسو تميل إلى تتبع نسبها من خلال الإناث من الأسرة ولا يوجد زواج بمفهومه التقليدي فالرجال لا تعيش مع زوجاتهم ولا تتحمل مسئولية أولادهم، فهم لا يعرفون عن عقود الزواج شيئاً، ولا يوجد في قاموسهم اللغوي حتى كلمة بمعنى «أب»، حيث تعود الأحكام والقرارات الرئيسة للنساء فقط، تعلّق إحدى نساء القبيلة: «الرجل ليس سوى أداة لإنجاب الأطفال فقط».

كما تختار النساء شريك حياتهم، بكل حرية بعيداً عن وجع رأس الملكية أو المصاريف اليومية أو تعليم وتربية الأطفال، فعندما يقع رجل في حب امرأة يزورها ليلاً في بيتها في نوع من أنواع الزواج، يطلق عليه اسم (الزواج السيار Walking Marriage)، ويحق لها أن تقبل به أو تطرده من منزلها، فلا مكان للعواطف والروابط في مجتمع لا وجود للرباط الشرعي بين الزوجين فيه، تعلّق إحداهن: «لو تركنا الأمر لمشاعرنا فسيكون الحكم للرجل، وهذا ما نرفضه».

وعند إنجاب المرأة، لا ينسب الأطفال لآبائهم بل لأمهاتهم. حيث يعيش الأبناء معها، وليس للآباء حق في حضانة أي منهم مهما كانت الظروف، وعند وفاة الأم ينتقل واجب الطاعة إلى الأخت الكبرى.

تعتبر المرأة الأكبر سنًا هي رئيسة المنزل، ولديها السلطة المطلقة لتقرر مصير جميع الذين يعيشون تحت سقفها، المرأة موسو هي مسؤولة عن الكثير من الاعمال في جميع انحاء المنزل، والطبخ، وجمع الحطب، وتغذية الماشية والغزل والنسيج  والقرارات المالية والوظائف لكل فرد من أفراد الأسرة، و عندما ترغب “آه مي” في تمرير واجباتها إلى الجيل القادم، فإنها تعطي مفاتيح المنزل والمخزن إلى من تختاره، مما يدل على تمرير حقوق الملكية والمسؤولية.

والجدير بالذكر، يقتصر دور الرجال على  ذبح الماشية وصيد الأسماك فقط، والاهتمام بمراسم العزاء حيث ترسل كل عائلة في القرية رجل لبيت المتوفى ليساعد في المراسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى