تاريخ ومزارات

معبد البانثيون.. علامة بارزة في تاريخ العمارة الرومانية

أسماء صبحي
يعد معبد البانثيون أفضل المعابد الرومانية الدائرية ومن العلامات البارزة في تاريخ العمارة الرومانية على مر العصور، فهو يضاهي البارثنون في العمارة اليونانية وكنيسة أيا صوفيا في العمارة البيزنطية.
 

بناء المعبد

بني معبد البانثيون كمقر لعبادة كل الآلهة الرومانية Πνα – Θόες عن طريق ” أجربيا ” وزير “أغسطس” حوالي عام 27 ق.م، ثم أخذ “هادريان” على عاتقه بناءه في 120 م بعد أن احترق في القرن الأول الميلادي، وقد تعرض إلى عملية ترميم وصيانة في عصور رومانية مختلفة ( سيبتميوس سفيروس – كاراكالا ).
 
ومدخل المعبد مستطيل Octastyle Prostyle، أما المعبد نفسه فدائري الشكل تعلوه قبة كبيرة، وأمامه ردهة ذات 16 عمود جرانيتي على الطراز الكورنثي، وبلغ أرتفاع القبة من الداخل 42 متر، ويعتقد أن المدخل قد بني بأكمله في عصر “هادريان”، وهناك نقش فوق العارضة يذكر أن الإمبراطوران (سيبتميوس سفيروس وكاراكالا) قاما بعملية ترميم المعبد في عام 202 م.
 
وحفظ معبد البانثيون بشكل متميز لأن الأمبراطور “فوكاس” أهداه إلي الأب “بونيفاس” ليحوله إلي كنيسة في 608 م، وقد عرفت باسم سانتا ماريا.

تقسيم المعبد

وحرص الفنان على استخدام مواد متنوعة ومتفاوتة المتانة وبالتالي في الثقل عند بناء المعبد، فالأساسات والحوائط من مواد صلبة وقوية أما القبة فهي أقل في السمك وأخف وزنآ لتفادي الضغط على الحوائط والأساسات، فاستخدم الترافرتين في الأساسيات، أما الحوائط فاستخدم لها التوفا والترافرتين بينما استخدم الحجر الخفافي و العوارض الخشبية والطوب المحروق للسقف وأجزاءه المختلفة.
 
ويقسم المبنى من الداخل إلي ثمانية مقاطع أو مسافات، أربعة منها مربعة واثنتان علي شكل حنايا، والمقطعين الباقيين فأحدهما يمثل الباب والثانية تمثل حنية تقع في مواجهة الباب في الحائط المقابل، كل مقطع من هذه المقاطع زوجان من الأعمدة الكورنثية المستقلة، بينما على الجوانب دعامتين مربعتين.
 
ويزخرف الجمالون بنسر وتاج فقدا الأن، إلا أن الفجوات التي تركت من آثارهما قد خضعت لدراسة أوضحت هذه النتيجة السابقة، ونسب الجمالون مرتفعة إذ أنه طويل جدًا بالنسبة لعرضه البسيط.
 

تشييد القبة

وثقب الجزء الاعلى من الحائط ب 14 فتحة تشبه النافذة المسدودة لحماية الحوائط المتقاطعة الداخلية من الضغط حتى لا تنهار، وقد أزيلت النوافذ في 1747م وحلت محلها ما يسمي Aediculis بالتبادل مع البانوهات المربعة.
 
والقبة وهي عبارة عن عقود بأحجام مختلفة تتداخل سويآ بنظام معماري دقيق لتحمل هذا الحجم الهائل من البناء، وتتكون من ثمانية دعامات مربعة تحمل ثمانية عقود بنيت بداخل حائط القبة نفسها، وهي تصل من الداخل إلي الخارج، العمودين الموجودين في كل دخلة، يحمل ثلاث أزواج من عقود صغيرة .
 
وهي تقع أسفل العقود الرئيسية للمبني، بحيث يضم كل عقد رئيسي ست عقود صغيرة ما بين ضلعيه من أسفل وذلك لتقويته وتقوية الحوائط الرأسية.
 
وغطاء القبة يتكون من خمس صفوف من 28 بانوه أو Coffer والتي تزخر بزخارف من الأستكو وورود من البرونز في منتصف البانوه، وفتحة المنتصف في القبة Oculus مساحتها 8.30 م، ومياة المطر تسقط مباشرة على الأرضية التي تميل قليلًا لتصرف عن طريق مواسير وصنعت باتجاه حواف الأرضية.
 
وفتحة القبة هي مصدر الضوء الوحيد للمبني فالضوء يسقط أولا على الحوائط ثم الأرضيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى