من تاريخ العسكرية المصرية معركة مجدو
{من تاريخ العسكرية المصرية معركة مجدو }
وقعت هذه المعركة الحربية في العام الثالث والعشرين من حكم الملك “تحتمس الثالث” من الأسرة الثامنة عشرة ، وذلك بعد مجئ المعلومات الأمنية عن قيام حاكم قادش بتكوين تحالف من الامارات السورية ، وتمركزوا عند مجدو فعقد المجلس الحربي للتشاور في خطة لمواجهة هذا التحالف.
سلك فيها الجيش المصري طريق “حور” الذي يمر عبر سيناء ، وعند بلدة “يحم” بفلسطين عقد تحتمس الثالث مجلسه الحربي ، وقد وضع خطة عسكرية تتمثل في دراسة موقع مجدو ، فعلم الملك أن هناك ثلاثة طرق للوصول إلي ارض المعركة طريقان يتسمان بالاتساع وسهولة السير ولكنهما علي مسافة بعيدة بالإضافة إلي علم الملك أن العدو نصب له كمين علي هذان الطريقان.
أما الطريق الثالث فهو طريق “عارونا” الضيق ولكنه يمتاز بالوصول لمجدو مباشرة ، كما علم أنه ليس هناك كمين في هذا الطريق فاختاره الملك ، وقد رفض مجلسه الحربي هذه الفكرة ولكن الملك طمأنهم بأنه سيكون في طليعه الجيش وأقسم أنه لن يترك جنوده يتعرضون للخطر.
كما زحف الجيش حتي وصل وادي قنا وانتظر بقيه الجيش حتي اكتمل ثم عسكر عند مجدو ، وأصدر أوامره بأن القتال سيكون في الصباح الباكر ، وعندما حل الصباح انطلق الملك بعربته الحربية وقتل كل من قابله من الأعداء ، وعندما رأوا قوة الجيش المصري واستبساله فولوا الادبار واتجهوا نحو أسوار مجدو ليحتموا ، وعندما رأي أهلها ذلك أغلقوا الأبواب في وجههم وحاول الجيش تسلق الأسوار.
أما المصريين فقد انشغلوا بجمع الغنائم من ارض المعركة ولو أنهم توجهوا خلف الجيش المنهزم لأبادوهم عن بكره أبيهم ، وتعد هذه المعركة من المعارك التي أظهرت العبقرية العسكرية لدي تحتمس الثالث ، فقد تفوق فيها الجيش المصري بسهولة بفضل التكتيك العسكري الذي وضعه الملك “تحتمس الثالث”.