حوارات و تقارير

علم البرديات.. عين على تاريخ مصر

أسماء صبحي
لا شك أن استدعاء علم البرديات في السياق المصري يلقي الضوء على حقبة طويلة من الزمن يجهلها الكثيرون.
 
ويعَد علم البرديات أحد العلوم التي أسهمت في تعميق معرفتنا بتاريخنا القديم، فهو بمنزلة سجل تاريخي لكافة تفاصيل الحياة في مختلف المجالات، وهو علم وسيط بين علمي التاريخ والآثار، حيث يوثق للأثر ويروي عنه.
 
ولمصر، منذ القدم، علاقة خاصة مع المخطوطات القديمة المنسوخة على أوراق البردي المعروفة بالبرديات، ويقول الدكتور روي شانج لين، الباحث المتخصص في علم البرديات بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، إن الاهتمام بالبرديات باعتباره علمًا له قواعد وقوانين، بدأ خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
 
ويوضح شانج أن البرديات أصبحت تحظى بعناية خاصة من قِبَل العلماء والباحثين والدارسين؛ نظرًا لأهميتها في كشف خبايا التاريخ وفك طلاسمه.
 

تطور علم البرديات

ولقد شهد علم البرديات تطورًا كبيرًا عبر السنين، منذ عثر أحد المزارعين المصريين، في عام 1824م، على برديتين داخل جرة فخارية صغيرة، بجوار هرم سقارة المدرج في منطقة الجيزة، حيث قرر القنصل الفرنسي في القاهرة، آنذاك، برناردو دروفيتي، شراءهما، ثم سلمهما للمستشرق الفرنسي الشهير البارون سلفستر دي ساسي، الذي نشرهما في صحيفة فرنسية شهيرة تدعى “جريدة العلماء”، لتصبح بذلك أول عملية نشر علمي موثق لبردية عربية، وحتى وقتنا الحالي، حيث تستخدم التقنيات العلمية الحديثة والمتقدمة في ترميم البرديات وصيانتها وفهرستها.
 
ويرتبط علم البرديات الآن بعلوم حديثة ومتطورة، منها علوم الترميم والصيانة والفهرسة، وهي في الواقع علوم تطبيقية ضرورية، تساعد الباحث على فك لفافات البردي بشكل دقيق؛ لأن غالبية البرديات تكون في حالة هشة، ولا يمكن دراستها إلا بعد إجراء العمليات اللازمة من الفك والصيانة والترميم.
 
ويقول دكتور شانج، إنه منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأ علم البرديات يتجه إلى الرقمنة، ويضيف: “نستطيع حاليًّا استخدام التكنولوجيا الحديثة في إعادة تكوين البرديات وقراءتها وفك رموزها”.
 

البرديات حافظة التاريخ

يعَد المصريون القدماء أول من اكتشف نبات البردي، وصنعوا منه أوراقًا للكتابة، وتظهر البرديات المكتشفة التي تعود لعصور مصر القديمة تفاصيل دقيقة للحياة اليومية.
 
ويقول الدكتور عبد الحليم نور الدين، عميد كلية الآثار السابق، وأستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، إن المصريين القدماء استخدموا أوراق البردي في كتابة كتاب الموتى الذي يوجد إلى جوار الموتى بالمقابر والمعابد القديمة، ويحتوي على بعض الأدعية والصلوات التي تنفع الموتى في العالم الآخر، وفق المعتقدات السائدة في هذا التوقيت، ثم توسعوا في استخدام أوراق البردي في مختلِف مناحي الحياة.
 
وهناك العديد من البرديات الفرعونية التي كشفت لنا عن مدى تقدم المصريين القدماء في مختلِف العلوم، خاصة الطب والصيدلة، وبرديات طبية مثل بردية أيبرس وبردية لندن وبردية لايدن أظهرت مدى تطور علم الطب عند قدماء المصريين.
 
ويشدد نور الدين على أن علم البرديات كان له الفضل في معرفة تاريخ مصر خلال العصور الفرعونية والبطلمية والرومانية والإسلامية، ويضيف: “هناك مئات الآلاف من البرديات التي تقدم لنا التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية، ونظم الحكم والعلوم والآداب، وشتى فروع المعرفة مثل الحساب والفلك والطب وغيرها”.
 

مجموعات البرديات الفرعونية

ومن أشهر مجموعات البرديات الفرعونية التي تم اكتشافها: بردية القروي الفصيح، وقصص سنوحي، وبرديات الأناشيد الدينية، وبردية وستكار أو خوفو والسحرة.
 
ويؤكد شانج لين وجهة نظر سابقه؛ إذ يقول إن قراءة البرديات أسهمت في تعميق معرفتنا بالتاريخ المصري القديم، وخاصة في الفترة الممتدة منذ قدوم الإسكندر الأكبر إلى مصر وحتى الفتح العربي لها في 332 ق.م، كما أسهمت عمليات فك رموز هذه البرديات في تطوير الدراسات التي تتعلق بقراءة البرديات، وتطور الخط، وطرق الكتابة على مر العصور.
 
ووفقًا لشانج فإن البرديات يمكن تقسيمها إلى برديات أدبية، تحتوي على القصص والأشعار والأدب والنصوص الدينية، وأخرى وثائقية تمدنا بمعلومات عن الحقب التاريخية، وأهم ملامحها السياسية كنظم الحكم وتقسيم السلطات، أو الاقتصادية مثل الضرائب المفروضة، أو الاجتماعية مثل طقوس الزواج.
 

برديات خوفو

وكان المتحف المصري بالقاهرة قد عرض أخيرًا -وللمرة الأولى- مجموعة من البرديات الفرعونية المعروفة بـ”برديات خوفو” تعد من أقدم البرديات في التاريخ، إذ يرجع تاريخها إلى الأسرة الرابعة، أي إلى نحو 4500 عام مضت.
 
وتكمن أهمية هذه البرديات في كونها وثيقة مهمة من عهد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر(2551- 2528 ق.م)، وأوضحت البرديات المكتشفة قوة الإدارة في عهد خوفو، ومدى ارتباطها بالسلطة المركزية في الجيزة، وأن حكمه امتد 26 عامًا.
 
وقد أظهرت البرديات أن بناء الهرم الأكبر كان مشروعًا قوميًّا، وأن الهرم بناه المصريون القدماء، نافية بذلك الادعاءات القائلة إن الأهرامات تم بناؤها من قِبَل كائنات فضائية.
 
وكانت هذه البرديات قد تم اكتشافها عام 2013، بواسطة البعثة المصرية الفرنسية العاملة في منطقة ميناء وادي الجرف بالقرب من السويس (شرق مصر)، وتوضح البرديات طبيعة العمل في موقع الميناء الذي يعَد أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة.
 

علم البرديات العربية

اﺳﺗﻣر اﻟﺑردي ﻓﻲ ﻣﺻر في أداء دورﻩ اﻟﺣﺿﺎري طوال ﻋﺻورﻫﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ، ﺣﺗﻰ ﺟﺎء إﻟﻰ ﻣﺻر اﻟﺣﻛم اﻟروﻣﺎﻧﻲ اﻟﺑﯾزﻧطﻲ، اﻟذي أساء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﯾن وأثقل ﻛﺎﻫﻠﻬم باﻟﺿراﺋب، مما هيأ ﻟﻠﻌرب ﻔﺗﺢ ﻣﺻر.
 
وﺑﻌد دﺧول اﻟﻌرب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻟﻰ ﻣﺻر واﺳﺗﻘرارﻫم ﺑﻬﺎ، وﺟدوا أن اﻟورق ﯾﺻﻧﻊ ﻣن ﻧﺑﺎت اﻟﺑردي، وﻛﺎن اﻟﻌرب ﯾﻌرﻓونه ويذكرونه ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋدﻫم اﻟﺷﻌرﯾﺔ إﻣﺎ ﺑﻠﻔظه اﻟﺻرﯾﺢ “اﻟﺑردي” وإﻣﺎ بأحد أوﺻﺎﻓﻪ اﻟﻣﻌﻬودة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة، إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﻣﺣدود ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ.
 
وﻫﻧﺎك خطأً شائعًا هو اعتقاد أن البردي استخدم ﻓﻘط في العصر اﻟﻔرﻋوني، وﻟﻛنه ﻓﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ظل ﻣﺳﺗﺧدﻣًﺎ ﻓﻰ ﻣﺻر أرﺑﻌﺔ ﻗرون ﺑﻌد دﺧول اﻹﺳﻼم، أي ﺣﺗﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟورق، مما يفسر وجود آﻻف اﻟﺑردﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
 

استعمال البردي

وﺑدأ اﺳﺗﻌﻣﺎل البردي، في الدول الإسلامية، ﺑﺷﻛل ﺑﺳﯾط نسبيًّا ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ أبي ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق، ﺛم أدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟدواوﯾن ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب، ﺑﻌد ﻓﺗﺢ ﻣﺻر ﻋﻠﻰ ﯾد ﻋﻣرو ﺑن اﻟﻌﺎص، إذ ﻟم يغير اﻟﻌرب اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺑﻼد، ﻓاﺳﺗﻌﻣﻠوا اﻟﺑردي أﯾﺿًﺎ ﻓﻲ ﻣراﺳﻼﺗﻬم وﺷؤوﻧﻬم، وﯾتضح ذﻟك من خلال العديد من البرديات، وأبرزها اﻟﺑردﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺳم ﺑردﯾﺔ إﻫﻧﺎﺳﯾﺎ، والمؤرخة عام 22هـ/642م.
 
وظهور البرديات الفرعونية واليونانية والقبطية سبق ظهور البرديات العربية، وكان اﻟﺻﻧﺎع واﻟﺣرﻓﯾون اﻷﻗﺑﺎط يقبلون ﻋﻠﻰ هذا النوع من الصناعات، حيث ينتجون ﻛﻣﯾﺎت وﻓﯾرة ﻣن أوراق اﻟﺑردي ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻧﻊ عديدة في شتى المدن. وﺑﻌد ﻓﺗﺢ ﻣﺻر من قِبل المسلمين دﺧﻠت ﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺑردي ﺗﺣت ﺳﯾطرتهم، بدءًا من ﻋﻬد اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب وﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣن ﻋﻬود ﻓﻲ اﻟدوﻟﺗﯾن اﻷﻣوﯾﺔ واﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ.
 
وظل اﻟﺑردي ﯾﺣظﻰ ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟوﻻة اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺻر، ﺑداﯾﺔ ﻣن عهد اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟراﺷدﯾن وﺣﺗﻰ اﻟﻌصر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ، وذﻟك لأهميته في ﺳد ﺣﺎﺟﺔ اﻟدواوﯾن وﻣﻛﺎﺗﺑﺎت اﻟﺧﻠﻔﺎء ﻟﻠوﻻة واﻟﻌﻣﺎل واﻟﻘﺿﺎة ورﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ وأﺻﺣﺎب اﻟﺣﺳﺑﺔ ورﺟﺎل اﻟﺟزﯾﺔ واﻟﺧراج وغيرها.
 

الاهتمام بالبرديات العربية

وحظيت البرديات العربية بعناية خاصة من قِبَل العلماء والمستشرقين في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، نظرًا لأهميتها التاريخية في كشف جوانب غامضة من التاريخ الإسلامي ومنتجه الحضاري.
 
إن الاهتمام بالبرديات العربية بدأ منذ نهاية الربع الأول من القرن التاسع عشر، من قبل الأكاديميات الاستشراقية في العالم أجمع، حيث تسابقت الجامعات والمتاحف والمكتبات القومية، وفق تعبيره، على اقتناء أكبر قدر من البرديات، بوجه عام، والبرديات العربية، بوجه خاص.
 
وارتبط علم البرديات العربية بعلوم أخرى مثل علم الأنساب، وعلم الوثائق الذي يعد علمًا قائمًا بذاته، ويتفرع منه علم آخر عرف بعلم المراسلات، وتتطلب هذه العلوم من الباحث ضرورة الرجوع إلي المصادر العلمية المتخصصة لفهم البرديات العربية التي تضم نصوصها موضوعات من بينها صناعة الإنشاء، والقضاء ومجالس الفقه، وفض المنازعات وتوزيع الميراث، والعقود بشتى أنواعها (زواج، بيع، شراء، إيجار، عمل)، والوصفات الطبية… وغيرها.
 
وحتى الآن لا يزال هناك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑردﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم دراﺳﺗﻬﺎ، واﻟﺗﻲ رﺑﻣﺎ ﺗﻛﺷف ﻋن ﺟواﻧب مهمة للحضارة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
 

الدور الحضاري

ﻟﻘد ﺳﺎﻋدت دراﺳﺔ اﻟﺑردﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻋﺎﻣﺔ، وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣدن واﻟﻘرى ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ الكثير ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﻣﻌﺎﻫد اﻷوروﺑﯾﺔ واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ تهتم ﺑدراﺳﺔ اﻟﺑردﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ؛ ﻹدراﻛﻬم أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ في دراسة جزء مهم من تاريخ البشرية وحضارتها.
 
ويوضح أنه من أبرز الجامعات الغربية التي تولي البرديات العربية اهتمامًا خاصًّا: ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎﯾدﻟﺑرج ﺑأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ، وﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﯾدن ﺑﻬوﻟﻧدا، واﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻣﺳﺎ، وﻣﻌﻬد اﻟدراﺳﺎت اﻟﺑردﯾﺔ ﻓﻰ زﯾورخ ﺑﺳوﯾﺳرا، وجامعتا ﻣﯾﺗﺷﺟﺎن وﺑرﻧﺳﺗون ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ، حيث توجد أكبر وأشهر مجموعات من البرديات فى العالم، بينما لم يأخذ ﻋﻠم اﻟﺑردي اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻰ ﻣﺻر ﺣﻘﻪ من الاهتمام.
 
وأدت اﻟﺑردﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ دورًا ﻛﺑﯾرًا ﻓﻲ دﺣض اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻛﺎذﯾب واﻻﻓﺗراءات اﻟﺗﻲ روﺟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗون بهدف ﺗﺷوﯾﻪ ﺻورة اﻟﻔﺗوﺣﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ، كما ﻓﻧدت زﻋم اﻟﻐرب بأن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻧﺷروا اﻟدﯾن ﺑﺎﻟﺳﯾف.
 
وأظﻬرت البرديات ﺗﺳﺎﻣﺢ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻊ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن واﻟﯾﻬود، ﺣﯾث ﺗرﻛوا ﻟﻬم ﻛﻧﺎﺋﺳﻬم وأدﯾرﺗﻬم وﺻواﻣﻌﻬم دون أدنى أذى، ﺑل ﺣرﺻوا ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﻬم.
 

انقضاء عصر البردي

لقد ظلت أوراق البردي لمدة طويلة هي الوسيلة الأكثر انتشارًا لتسجيل الأحداث، ووصل استخدامها لأوجه ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوية (41- 132هـ/ 662- 750م)، والدليل على ذلك وﺟود أﻋداد ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣن وﺛﺎﺋق البردي ﻓﻲ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت واﻟﻣﺗﺎﺣف واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ودور اﻟﻛﺗب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ، وﺧﺎﺻﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ، وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد في اﻟﻧﻣﺳﺎ وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ.
 
ولكن حيث إن لكل عصر أدواته، فقد بدأ ورق اﻟﺑردي يفقد مكانته؛ إذ ظﻬر له ﻣﻧﺎﻓس قوي ﻗدم ﻣن الصين، اكتشفه الصيني تسي لين سنة 105 ميلادية، وكان يطلق عليه “الكاغد”، وقد وصل إلى مصر عن طريق الشام و بغداد في عهد العباسيين، في القرن الثاني الهجري، ثم ازداد انتشارًا في القرن الثالث الهجري، معلنًا بذلك انقضاء عصر البردي.
 
نقلًا عن هاجر حنيش، كاتبه وباحثه في الآثار المصرية، وعضو في فريق حراس الحضارة لنشر الوعي الأثري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى