حوارات و تقارير

بين الانتصار المزعوم والخسارة المحسوسة: تقييم لتطورات الحرب الإسرائيلية وتبعاته

بعد مضي 200 يوم على الحرب الإسرائيلية على غزة، يصعب العثور على أي شخص في إسرائيل يتحدث عن “انتصار ساحق” باستثناء رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. حتى الجيش، الذي يفتخر بغطرسته ويفترض الانتصار، يتحدث الآن بلغة أكثر تواضعًا. وقد خفضت التوقعات من هذه الحرب.حيث تم تغيير الأهداف من “إبادة حماس” إلى “تقليص قدرتها على الحكم”. ومن “تحرير المختطفين بالقوة” إلى “تحريرهم بالقوة أو بالمفاوضات”. ومع ذلك، يصر نتنياهو على لغة الانتصار الساحق.

من جهة أخرى، يرفض كبار الخبراء هذا الاستدلال، ويحذرون من فشل كبير، بل ويتحدث بعضهم عن هزيمة. الخبير الأمني والاستراتيجي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، يقول: “نحن محاصرون. لقد وصلنا إلى مفترق طرق استراتيجي في هذه الحرب”. ويشير إلى أنه في قضية الأسرى: “فقدت إسرائيل كل وسائل الضغط على حماس”.

فيما يتعلق برفح، “لا يزال نتنياهو يجري مفاوضات مع واشنطن حول نطاق العملية الإسرائيلية وتداعياتها، ولم يوافق الأميركيون على الخطط الإسرائيلية حتى الآن”. وفيما يتعلق بـ “اليوم التالي”. ما زالت إسرائيل تتخبط، وتقترح خيارات غير واقعية، بينما يظل لدى حماس سيطرتها على العديد من المناطق والمجالات.

تطورات الحرب الإسرائيلية

على الحدود مع لبنان، “تتصاعد التوترات، ولكن لا يوجد قرار بشأن حرب شاملة أو اتفاق سياسي، والجميع ينتظر نهاية القتال في غزة”. وبالنسبة لإيران. “تفشل إسرائيل في بناء تحالف إقليمي؛ لأنها لا تحقق تقدمًا في القضية الفلسطينية، ولا تعترف بالحقيقة الأساسية، ألا وهي أن هذه القضية هي مفتاح حل كل المشاكل”.

 

ويختتم الخبير الإسرائيلي قائلاً: “تضطر إسرائيل إلى التنازل عن موقفها المتصلب تجاه القضية الفلسطينية والتعاون مع إدارة الرئيس جو بايدن، وإلا فإنها ستواجه هزيمة”.

في نفس السياق، يقول الفيلسوف الإسرائيلي يوفال نواح هراري: “الحرب أداة عسكرية لتحقيق الأهداف السياسية، والنجاح في الحرب يُقاس بتحقيق تلك الأهداف”. ويشير إلى أنه بعد مجزرة أكتوبر، كانت إسرائيل بحاجة لإطلاق سراح المختطفين ونزع سلاح حماس، لكنها فشلت في تحقيق كل أهدافها.

ويضيف هراري: “تسببت حكومة نتنياهو بشكل مقصود في كارثة إنسانية في غزة. ما أدى إلى تقويض الأساس الأخلاقي والسياسي لوجود دولة إسرائيل”. ويشير إلى أن تلك الكارثة وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية جعلت إسرائيل دولة منبوذة.

ويركز هراري على أن إسرائيل بحاجة إلى تغيير جذري في تعاملها مع الفلسطينيين. وإلا فإنها ستواجه هزيمة تاريخية.

في هذه الأيام، حيث يحتفل اليهود بعيد الفصح العبري، يتذكرون قصة شمشون الجبار، الذي اختطفهالفلسطينيون إلى غزة واحتجزوه هناك. وتعتبر تلك القصة رمزًا مخيفًا للإسرائيليين.

بالإضافة إلى ذلك، يشير بن كسبيت إلى أن إسرائيل أصبحت تشبه شمشون في الغطرسة والعمى والانتقام. ويحذر من خطورة ذلك.

إجمالاً، تُظهر الأحداث والتحليلات أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة وفشلت في تحقيق أهدافها المعلنة في الحرب على غزة، مما يثير مخاوف من هزيمة تاريخية وتبعات سلبية على الساحة الداخلية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى