قبائل و عائلات

قبيلة “واخي” الأفغانية المنعزلة.. لا تعرف شيئاً عن العالم

أميرة جادو

يعيش جميع أفراد هذه القبلية في عزلة كاملة  عن العالم، على ممر “واخان” الجبلي شديد الوعورة، والممتد على نقطة التقاء الحدود الأفغانية مع كل من طاجيكستان وباكستان، وهي منطقة أفغانية نائية لدرجة أن سكانها يجهلون بالكامل تقريباً أن بلدهم يتخبط بالحروب منذ عقود

كانت الصدفة وحدها وراء اكتشاف الحياة الهادئة لأبناء قرية “واخي”، الذين يزيد عددهم على 12 ألفاً، تمكنوا من التكيف مع المناخات القاسية والتضاريس الوعرة والصحراوية، عندما ضاع المغامر والمصور الفرنسي إريك فورج طريقه ضمن رحلة لإحدى شركات السياحة، التي كانت تستعد لنقله إلى طاجيكستان براً، بعد نهاية رحلته إلى أفغانستان أغسطس آب الماضي.

شاهد فورج عالماً بكراً لم تلوثه أي مظاهر للمدنية، فالجميع هناك لا يعرفون الكهرباء، ولا محركات الديزل، ويعيشون وسط هدوء الطبيعة التي لا يسمعون منها سوى أصوات الرعد والبرق شتاء.

لهجة القبيلة

يتحدث أفرد القبيلة لهجة محلية، وهي مزيج بين الطاجيكية والدارية، بذل المترجم التائه بصحبة فورج جهداً خاصاً لفهمها، ونقل عنهم حرصهم على البقاء بعيداً عن الحدود، وعدم رغبتهم في التعرف إلى غرباء، واكتفائهم ذاتياً بما تجود به أراضيهم من محاصيل زراعية، مع اعتمادهم الرئيسي على الرعي.

منازل القبيلة

رصدت عدسة فورج عدة صور تكشف حياة قبيلة “واخي”، المتوارثة منذ أكثر من 2000 عام، وفقًا لرواياتهم وإشاراتهم إلى رسوم مختلفة خطها أسلافهم على جدران الكهوف، منها طريقة بنائهم منازلهم الخاصة من الحجر والجص بين الجبال، التي يطلقون عليها “وبخ”، وفيها تشيد المنازل على 5 أعمدة ترمز إلى عدد فروض الصلوات اليومية.

ويتضمن كل منزل على مطحنة حجرية للحبوب، وفرناً حجرياً لطهي الطعام والتدفئة شتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، نظراً لارتفاع القرية بنحو 4500 متر وسط الجبال، علاوة على أدوات غزل الصوف المنحوتة من الأخشاب، والتي تعتمد عليها النساء لحياكة ملابس لعائلاتهن من أصواف الماعز.

ووفقًا لما نقلته صحيفة “دايلي ميل” عن زعيم القبيلة، قوله إن الموقع الجغرافي النائي لقريته، كان سبباً في تعميق عزلتهم عن العالم، وأشار إلى أنه أحياناً يصادف عدداً من الدوريات العسكرية الحدودية التي بدأ يتبادل معها بعضاً من البضائع، مثل الملابس المزركشة للنساء والأطفال، مقابل رؤوس الماشية. وأكد أنه لم يسبق أن توجه أحد من أبناء قريته للتعلم في المدارس خارج القرية، كما أنهم لا يقصدون أي مستشفى ويتداوون بالطب التقليدي بواسطة حكيم القرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى