وراء كل اسم حكاية.. تاريخ مسجد ومدرسة السلطان برقوق بشارع المعز
أميرة جادو
تعرض القاهرة حقباً تاريخية هامة من خلال عدداً كبيراً من المباني والمناطق الأثرية والتراثية، ومن هذه المناطق منطقة النحاسين بالجمالية تحديدًا في شارع المعز لدين الله، شيد السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول حكام مصر من المماليك الجراكسة، أعتق المساجد التاريخية في مصر، عام 1286 ميلادية – 788 هجرية، والذى يعد تحفة معمارية، عجز مهندسو العصر الحديث بناء مثله، ليكون أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة.
كان السلطان الظاهر ملكا للأمير يلغبا، وأطلق سراحه، وترقى تدريجيًا إلى مناصب حكومية مختلفة حتى أصبح مساعدًا للسلطان الصالح أمير حاج، الذي كان شابًا، لكن استغله برعايته على السلطان الشاب، أطاح به، وتولى حكم مصر عام 1282 ميلادية – 784 هجرية، ليصبح بذلك أول حاكم لمصر من المماليك الجراكسة ومؤسس دولة المماليك الجراكسة في مصر.
شيده السلطان ليكون مدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، وألحق به قبة ضريحية و”خانقاه” للصوفية، و”الخانقاه” هو المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة، وكان في موضعها مبنى سكني يسمى “خان الزكاة”، وأشرف على البناء الأمير جركسي الخليلي أمير خور، واهتم مهندسه «ابن الطولوني» بتخطيطه وتنسيقه وتأنق في زخرفته وتزيينه.
تصميم المسجد
تنقسم شرفة القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستوٍ حلى بنقوش مذهبة، وتم فصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة.
وغطت جدران هذه الشرفة بوزرة من الرخام الملون. وفي الوسط محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة.
وقد فقد المنبر الأصلي للمسجد وحل محله المنبر الحالي الذي أمر بعمله السلطان أبو سعيد جقمق. في منتصف القرن التاسع الهجري.
وغطت الإيوانات (الشرفة) الثلاثة الأخرى قبوات معقودة أكبرها الغربى المقابل لإيوان القبلة.. ويتوسط الصحن “فسقية”، تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية مكتوب بالطراز الذى يحيط بتنفيخها أنها جددت سنة 1892ميلادية.
تتواجد مئذنة المسجد في الجانب البحري من الواجهة، ويتكون المسجد قبة ضريحية تعلو غرفتي دفن،وهم:
- الأولى دفن بها جثماني السلطان برقوق وولده السلطان الناصر فرج بن برقوق.
- الدفن الأخرى رفات نساء من أسرة الظاهر برقوق، هن خوند شيرين زوجته، وإحدى بناته.
والجدير بالذكر، كانت مدرسة برقوق بالنحاسيين وملحقاتها أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة (البرجية). وكان في موضعها مبني سكن سمي بخان الزكاة وأشرف على البناء الامير جركس الخليلي أمير اخور.