عادات و تقاليد

حفظ النسب والعصبية عند البدو

أميرة جادو

يتفاخر البدو كغيرهم من العرب بحفظهم على أصولهم وأنسابهم، ويبالغون في البحث عن نسبهم حتى يردُّوها إلى الآباء الأولين، وتبدأ العصبية عند البادية من العائلة، أي من الأبوة والأخوة والعمومة، فمن العائلات تتألف الفصيلة، ومن الفصائل يتألف الفخذ، ومن الأفخاذ يتألف البطن، ومن البطون تتألف العمارة، ومن العمائر تتألف القبيلة، ومن القبائل يتألف الشعب وهو النسب الأبعد.

تتعصب القبائل العربية بين بعضها لبعض حسب قربها وارتباطها، لذلك تجتمع القبائل أو فروعها الأقرب فالأقرب على الأبعد فالأبعد، أي تجمع الفصائل من الفخذ الواحد على فخذ آخر ولو كانوا جميعًا من بطن واحد، والأفخاذ من العمارة الواحدة على عمارة أخرى ولو كانوا جميعًا من قبيلة واحدة، وهكذا، وقد سميت “قبيلة” لتقابل الأنساب فيها، ومن القبائل تتكون “الشعب”، وهو النسب الأبعد، كعدنان وقحطان، وجمع شعب “شعوب”، وبقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، فيتسلسل النسب كالآتي:

  • الشُعوب
  • القبائل
  • العمارة
  • البطون
  • الأفخاذ
  • الفصيلة (العشيرة)
  • العائلة

ويعتبر علم النسب عند القبائل العربية من أشهر العلوم التي لها مكانه رفيعة وقدر كبير من الأهمية بالنسبة لباقي العلوم، وقد كان سيدنا أبو بكر الصديق، رضى الله عنه. من علماء الأنساب، وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. يتفاخر بنسبه الشريف. فيقول عن نفسه: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. وهو بذلك يوضح أنه من “كنانة” وفرعة “قريش” التي تناسلت منه. كما قال أيضا عن نفسه صلوات الله وسلامه عليه أنا سيد ولد آدم ولا فخر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى