تاريخ ومزارات

معبد دندرة.. تحفة مصر القديمة ومقر عبادة الإلهة حتحور إله الحب والجمال والأسرة

“دندرة” هو الاسم العربي للبلدة المصرية القديمة “إيونت”، وترجع أهمية دندرة إلى أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة حتحور التي وحدها اليونانيون القدماء مع إلهتهم أفروديت. ويعد معبد دندرة من أحسن المعابد المصرية حفظًا، وهو آية في العمارة ومثال فريد في الفنون وكتاب شامل للفكر الديني المصري.

وشيد معبد دندرة لعبادة الإلهة حتحور إله الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين، على الشاطئ الغربي من النيل، ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر اليوناني الروماني حيث بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان توسعات بحيث استمرت عملية بنائه نحو 200 سنة.

ويعد معبد دندرة من المعابد القليلة التي يعبد فيها ثالوثان: الأول ثالوث حتحور والثاني لأوزير. ويشتهر المعبد بالمناظر الفلكية المصورة على السقف، وكذلك المناظر العديدة التي تصور الملوك والأباطرة يقدمون القرابين للآلهة، كما يتميز هذا المعبد بوجود سراديب مبنية في الجدران والأساسات، ويوجد أيضًا سلمان يؤديان إلى السطح.

ومن جهتها، أعلنت وزارة السياحة والآثار، في وقت سابق انتهاءها من أعمال المرحلة الثانية من مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة.

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال هذه المرحلة شملت ترميم وتنظيف صالة الأعمدة الكبرى وصالة الإشراق، وتطوير نظم الإضاءة الداخلية والخارجية للمعبد، مشيراً إلى أن الأعمال ما زالت مستمرة داخل الحجرات الجانبية المحيطة، وذلك تمهيداً لافتتاحها قريباً.

وأشار عبد الحكيم الصغير، مدير معبد دندرة، إلى أن أعمال الصيانة والترميم تضمنت إزالة السناج من على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملي، عن طريق استخدام الكمادات الورقية لإزالتها، بالإضافة إلى مرحلة الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتثبيت الألوان واستكمال الفجوات المتواجدة بالجدران والأسقف واستبدال الاستكمالات القديمة، مما أدى إلى إظهار النقوش بألوانها الأصلية ووضح المناظر والنصوص.

 

وعن أعمال الترميم، أشار عبد الحكيم الصغير إلى أن المجلس الأعلى للآثار بدأ مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد منذ عام 2005 ثم توقفت الأعمال عام 2011، ثم استأنفت عام 2017، بعد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة، بالإضافة إلى الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام أفضل الأساليب والتقنيات الحديثة، حيث كان المعبد يعاني من تدهور للنقـوش الجـدارية وما تحملها من ألوان نتيجة لطبقات السناج الناتجة عن تصاعد الأدخنة بسبب عوامل عديدة، منها استخدام المعبد للسكن في عصـور سابقة، ومن جراء طهـي الطـعام، وحرق الأخشاب واستخدامها للإضاءة، بالإضافة الي الأتربة والعـوالق السطحـية التي تحدثها الرياح.

ويتميز المعبد بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، كما زينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال. وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس، تبريوس و نيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.

سقف بنقوش بديعة

كما يمتاز المعبد بمناظره الفلكية التي تزين أسقفه والتي تعتبر تحفة إبداعية، فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهي صاعدة على السلالم، والكهنة يحملون تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة، تمثل الاحتفالات برأس السنة.

وتعتبر سراديب معبد دندرة المكان المخصص للاحتفالات بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلها التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة، وهي تضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبري المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجنحة أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقس تقديم الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة، بالإضافة إلى طقس طعن التمساح أمام حور بحدتي مناظر الحتحورات السبعة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى