في ذكرى حصول نجيب محفوظ على نوبل.. لماذا لم يسافر لتسلم الجائزة؟
أميرة جادو
33 عامًا مرت على حصول الكاتب الكبير نجيب محفوظ، على جائزة نوبل، والتي تحل اليوم ذكراها، حين أعلنت الأكاديمية السويدية فوزه بجائزة نوبل في الأدب.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1988، تسلمت ابنتا نجيب محفوظ “فاطمة و أم كلثوم” جائزة نوبل في الآداب نيابة عن والدهما من ملك السويد في حدث يعد الأعظم في تاريخ مصر الثقافي.
تلقى محفوظ خبر فوزه بالجائزة وهو جالس على قهوة في الجمالية، ولأنه كان يكره السفر كرهاً شديدًا كما كانت لديه “فوبيا” من الطيران فقد ارسل ابنتيه لتسلم الجائزة.
استلم الجائزة
كانت الفتاتان في حالة شديدة من الخجل، قد وجد الملك نفسه صعوبة في استدرار ابتسامة من أي منهما، فقرر فيما بينه و بين نفسه أنه لن يسلمهما الجائزة حتى يحصل على هذه الابتسامة، متظاهراً بتقديم الجائزة لإحداهما، فلما مدت يدها قدم الجائزة للبنت الأخرى، وهنا فقط ابتسمت الفتاتان.
بعد حصوله على الجائزة، قام نجيب محفوظ بتقسيم قيمتها بينه و بين زوجته وكريمتيه بالتساوي بحسب الشريعة الإسلامية، ثم تبرع بالجزء الخاص به بالكامل إلى مرضى الفشل الكلوي، فقد كان يعذبه أنه مرض مكلف للغاية و لا يستطيع الكثيرون تحمل نفقاته.
“حالة صحية ضعيفة.. وخطورة السفر”
و في حوار نشرته مجلة صباح الخير عقب عودة البنتان من السويد تحدثتا فيه عن ذكريات الرحلة، قالت فاطمة: “أيام نوبل كان سنة 88 في ديسمبر في عز البرد، كان بابا عنده 67 سنة، و كانت صحته ضعيفة، وتم تحذيره من السفر لخطورته على صحته، و كنا متحمستين للسفر مع والدى، و لكن عندما علمنا أنه لن يسافر رفضنا السفر لاستلام الجائزة، فتم ترشيح الكاتب محمد سلماوي”.
وتابعت: “لكن السفير المصري أكد أنه لا يجوز، لأن سلماوي كان يعمل وقتها في جهة حكومية، وهي أحد مكاتب الخارجية المصرية، ولجنة الجائزة رفضت أن يمثل الأديب الكبير أي من ممثلي الحكومة لأنها أولا و أخيرًا جهة غير حكومية، فطلبنا من سفارتنا في السويد ترشيح أي شخص تراه مناسبا و بعد يومين اتصل بنا السفير المصري في السويد، و قال أن هناك العشرات يؤكد كل منهم أنه أحق باستلام الجائزة لعلاقته الشخصية بالكاتب الكبير، فغضبت والدتي جدا، و قررت أن أذهب أنا و أختي لاستلام الجائزة”.
و أضافت أم كلثوم: “قبولنا للسفر جاء قبل استلام الجائزة بعشرة أيام فقط، و كنا في حيرة ماذا سوف نرتدى لأننا سوف نقوم بتمثيل ( البلد كلها )، و لكن هذه المشكلة تم حلها عندما زارنا في البيت السفير السويدي، و معه زوجته و سكرتيرا ثان و سيدة أخرى كانت تعمل سكرتيرته بالسفارة، و أكدوا لنا أن الزى الرسمي للحفل يجب أن يكون واحدا من اثنين إما (الزى القومي) أو ( فستان سواريه) ، فذهبنا إلى مدام ( شهيرة محرز) وهي مصممة أزياء فأشارت علينا بالزي القومي، و اختارت لنا الفساتين و عرضت علينا أن نستعيرها بلا مقابل ثم نعيدها إليها ثانية ، و بالفعل استعارت فاطمة الزى الخاص بها، أما أنا فاشتريت منها الزى الخاص بي”.
وتابعت: “كما قمنا بشراء عدة فساتين ارتديناها في مناسبات أخرى بعد ذلك في حفلات الكوكتيل و حفلة لقاء الملك التي نظمتها لنا الجهات الحكومية هناك”.
استقبالهما في السويد
وعن استقبالهما في السويد، قالت فاطمة: “كانوا ( بيدلعونا ) لأننا كنا أصغر الضيوف سنا و أخذونا في جولة للمتاحف و المزارات السياحية هناك، كما التقينا بناشر سويدي اسمه ( فيشر ) فتح لنا المتحف يوم الإجازة و هي سابقة لم تحدث من قبل، وعزمنا عنده في البيت و وجدناه يعلق العلم المصري، و قدم لنا تورتة على شكل فرعوني، كما أهدانا الكثير من الكتب المجلدات الثمينة، وكل هذا من أجل عيون أبى الذى وجدناه مشهورًا ومعروفًا من قبل الأوساط الأدبية هناك”.