أبرزها «الونيسة».. عادات العزاء عند البدو
أميرة جادو
تختلف عادات العزاء التي تتبع عملية الدفن في العديد من المجتمعات والبلدان حول العالم، يطبق كل مجتمع نفس العادات والتقاليد التي يتبعها الدين والشريعة والسنة النبوية، وعلى هذا القول قد تختلف الأساليب لكن الهدف هو نفسه، والوضع لا يختلف عند البدو فأغلبهم من المسلمين، لذلك من الممكن أن نستطيع القول بأن التقاليد الإسلامية و الممارسات الإسلامية أيضا المرتبطة بالموت ستكون هي الطاغية في تلك المواقف.
أولاً يتم دفن الجثة بأسرع ما يمكن، وغالبًا ما يتم ذلك في غضون يوم واحد، وذلك بين معظم الجماعات البدوية، ويتم دفن جميع الموتى في مكان يعرف عند البدو باسم (البلاد)، وفي الأغلب ذلك المكان يكون بعيدا تماما عن مسكنهم بحسب الشريعة الإسلامية.
وبالتالي فإن البدو دائمًا ما يكونون متفردين في العادات التي تميزهم عن غيرهم في كل شيء، وبالمثل فإن بعض عادات الحداد البدوية قد تكون مشابهة لتلك الموجودة في بعض المجتمعات، لأن معظمهم من المسلمين، لذلك قد نجد أن البدو لديهم عدد كبير من العادات والتقاليد وخاصة في الحداد والتي تشمل:
تعزية أهل الميت
بعد دفن الميت يتوجه الأقارب إلى بيت الميت للتعبير عن تعازيهم ومواساتهم لأهله، فالعزاء سنة تتبعها ومأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد لا يقتصر ذلك على التعزية فقط، بل لتعزية أهل الفقيد في هذه الظروف وشعورهم بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المأساة، يمكن أن يؤدي وجودهم في ذلك الوقت إلى إراحة أسرة المتوفى إلى حد كبير في ذلك الوقت، حيث يمكنهم تشجيعهم على التحلي بالصبر وتحمل الفراق.
عادات الونيسة
وهي ذبيحة تذبح للميت يوم وفاته وتحضر في اليوم الثاني أو الثالث بعد الوفاة، ويتم تقديمها للذين يأتون للتعزية، ولابد وأن تكون من مال أهل الميت و ليس من مال المتوفي الخاص الحر أو الخاص به، كما لابد وأن تكون شاه، و قد لا يشترط في الذبيحة أن تكون ذات عمر محدد.
كما يذبح أهل الميت ثلاث شياه بعد شاه الونيسة، شاه في شهر الخميس، وشاه في عيد الفطر، وشاه ثالثة في عيد الأضحى، وتذبح شياه الأعياد قبل العيد بيوم أي يوم الوقفة( وقفه الميتين).
قراءة القرآن
يعتبر من العادات الإسلامية السائدة بين المسلمين، وتعد أيضا من العادات البدوية، حيث يستمروا في تلاوة القرآن الكريم على روح المتوفي لآخر يوم العزاء.
مدة الحداد
والجدير بالإشارة، تختلف مدة تلقي التعازي من حالة إلى أخرى، في معظم الحالات، يستمر الحداد ثلاثة أيام، وفي حالات أخرى حتى عشرة أيام، حسب الحالة الاجتماعية للمتوفى.
كما يمكن أن تطول المدة وتستمر أربعين يوماً ( ويقال أن الحداد لسنة، ويحظر على الشخص أن يقوم بعدة أعمال من شانها أن توحي بالفرح منها توقيت الأفراح لمدة عام، حظر لبس اللون الأحمر وأدوات الزينة على المرأة وتخص بلبس الأزرق والأسود، ويمتنع طاهي القهوة عن استخدام المهباش في دق القهوة ويستعمل الهون الفخار في سحن القهوة، لاعتبار أن دق القهوة في المهباش تعتبر لون من ألوان الطرب والفرح).
تشييع الجنازة
وإذا كان الميت حسناً يشيع من قبل النساء بالزغاريد، ويقوم الرجال في التشييع بركوب الخيل كعلامة لاحترامهم للميت ومكانته.
وإذا كانت المتوفاة امرأة، يقول المعزي لزوجها في بعض القبائل “مخلوفة” وتعني أن يخلفك الله بأحسن منها، ويرد زوج المتوفية ( العوض في وجه الله).
والجدير بالذكر، يوزع أهل الميت ملابس المتوفى على المحتاجين، وفي غالب الأحيان يرفض البدوي أخدها لخجله أو لعفة نفسه وهو محتاج فيقوم أهل الميت بوضع الملابس عند القبر فيأتي المحتاج بعد ذهاب المشيعين ويأخذ ما يلزمه من الملابس.