د مصطفى محمود كتــاب محمد صل الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم . سلام على من اتبع الهدى .أما بعد . فإني أدعوك بدعاية الإسلام .. أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين .. فإن تولّيت فإنما عليك إثمك وإثم رعيتك .
وندهش كيف يخاطب محمد هرقل بهذه الثقة والصلابة .. وهو من هو في ملكه وسلطانه .. ولكنها بصيرة النبي التي رأت في هذا الملك العظيم نسيجاً أوهى من نسيج العنكبوت ، فهي عظمة بلا قيم وقوة مادية بلا روح تحفظها .
ألم يسقط ملك الروم بعد ذلك بسنوات أمام سيف خالد بن الوليد في معركة اليرموك ، ويتبدد جيش من مليون مقاتل في 24 ساعة وكأنه هباء في الهواء .
سبحان الله ..
أهو تخطيط ابراهام لنكولن أم مهارة جيفارا .
أم نحن أمام النبوة وجهاً لوجه حيث تعمل قوى الغيب مع قوى البشر وحيث يشع الروح العظيم المسجى في المدينة على قلوب هؤلاء البدو فيدفعهم أمامه كالإعصار ، ويبلغ بهم القيروان والأندلس وشواطيء الأطلسي غرباً وشواطيء الفارسي شرقاً ومضيق الدردنيل شمالاً في لازمان .. لا يحملون رسالة دمار كما كان يفعل غزاة المغول والتتار .. وإنما يحملون مصاحف وحضارة ونوراً وحباً وخيراً للجميع .
وكذب من زعم أن الإسلام دخل القلوب بالسيوف .. فماذا فعلت سيوف الطليان وقنابلهم وطائراتهم في ليبيا ..
إنها لم تُخرِج مسلماً واحداً عن دينه .. ولا استطاعت قنابل فرنسا وطائراتها وجيوشها أن تُدخِل ديناً في تونس أو المغرب أو الجزائر ،
فمازالت العروبة والإسلام هناك في كل مكان حيث تركها عقبة بن نافع منذ أكثر من ألف عام ..
..
د مصطفى محمود
كتــاب محمد صل الله عليه وسلم