حوارات و تقارير

قصّاص مطروح ناجي أبو المسمارية: افتقدنا عاداتنا الجميلة |حوار|

قصّاص مطروح ناجي أبو المسمارية:

محمد بخات

 

يعد من أبرز المهتمين بالتراث البدوي، والعادات والتقاليد والموروثات الشعبية للقبائل العربية المقيمة في محافظة مطروح، وأحد القصاصين الذين يروون قصصا تراثية يسرد من خلالها القيم النبيلة، وأخلاق الفرسان، والكرم والجود، والحكمة، والعادات الطيبة والحميدة التي تتميز بها مطروح وأبناؤها على مر التاريخ.

 

إنه عبد الرحمن عبد اللطيف عبد الملك وشهرته «ناجي أبو المسمارية»، أحد الباحثين ‏في عادات وتقاليد القبائل البدوية العربية، الذى أكد لـ”صوت القبائل العربية” أن العادات والتقاليد العربية هي موروث ثقافي نحرص على الحفاظ عليه، وتعليم الأجيال القادمة، بينما هناك بعض العادات التى تغيرت، ونسارع للإبقاء عليها، وإصلاح أي تغييرات طرأت من شأنها الإضرار بالمجتمع القبلى… وإلى نص الحوار.

 

* غلاء المهور أحدث مشكلة في المجتمع.. كيف ترى المسألة؟

– قديما المهور كانت تقدم عينية ‏من الإبل أو الأغنام أو الماعز أو الشعير، وكانت تُدفع بعد إتمام الفرح “الدخلة” بأسبوع ‏بعد أن تتمكن أسرة العريس من جمع المال من النقوط والذبائح المهداة يوم الفرح، ‏وكان لا يوجد عفش مثلما هو متعارف عليه حاليا “الشوار”.

 

*ما هو شوار العروس قديما في مطروح؟

‏- كانت العروس تأتي بعدد 4 أكلمة “كليم” مصنوعة من صوف الأغنام، ووبر الإبل أو شعر الماعز، وقد تكون من صنع العروس أو والدتها ‏وتوفير صندوق ‏خشبي لأغراضها الشخصية، وكان على العريس‏ مجرد خيمة “بيت بدوى” قماش مصنوع ‏صناعة يدوية، “بيت الشعر” مصنوع من شعر الماعز، ‏‏وحصير، لأن الحياة كانت بسيطة، ‏وكان هناك من لا يدفع أوراقا مالية.

 

*حدثنا عن أفراح البادية؟

-‏ يوم الفرح تنحر الذبائح ‏ويتم عمل وليمة غداء وإقامة الصابية “سهرة” يتخللها رقص وأغانٍ بدوية، وبعد الفرح بـ7 أيام ‏نصل إلى الزورة، وهي إن كانت العروس بكرًا ‏تزور عائلتها بعد الفرح بسبعة أيام مع أخذ بعض الذبائح والأرز والحلوى “يوم واحد دون مبيت”، و‏لو كانت المرأة “ثيب” فتتم الزورة بعد ثلاثة أيام، ثم بعد الزورة تأتى زيارة أخرى للعروس، على أن تكون بعد شهر من الفرح وتسمى هذه الزيارة “زيارة فك العقال”، والتى يسمح بعدها للعروس أن تكون حرة في زيارة أهلها في أى وقت حيث طلبها، طبقا للعادات والتقاليد.

 

* ‏كيف كانت تتم زفة العروس البدوية؟

– ‏ الزفة على الإبل في هودج “خيمة صغيرة” على ظهر الجمل، ‏ويذهبون من ‏بيت العروس حتى بيت العريس، ولو كانت المسافة بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات، فيتوقفون عند كل نجع يمرون به ‏لالتقاط الأنفاس والراحة، ‏وكانت تُستقبل العروس عند مرورها بالنجوع بالزغاريد وضرب النار، حتى وصولها إلى منزل زوجها.

 

‏*هل اختلفت طقوس الزواج في أفراح مطروح؟

– ‏ بالطبع اختلفت اختلافا جذريا وكليا، ‏وأصبحت الأفراح مكلفة ‏وباهظة الثمن، ودخلت علينا عادات غريبة من الغرب من ليبيا ومن الشرق من وادي النيل، وأصبحت مكلفة للطرفين العريس والعروس، وارتفعت المهور، ‏وتحولت من مهور عينية إلى مهور نقدية، وتخطت مبالغ باهظة وصلت إلى 250 ألف جنيه وهو شىء مبالغ فيه للغاية، وكذلك زادت الأعباء على العروس وأصبحت مثل عروس وادي النيل ‏تأتي بالعفش والأجهزة الكهربائية وطلبات المنزل الحديث.

 

* ‏هل أثرت زيادة المهور على زواج الشباب والفتيات في مطروح؟

– ‏ ارتفاع المهور ‏أثر تأثيرا سلبيا وأدى إلى ارتفاع معدل سن الزواج من العشرينات إلى الثلاثينات وتسبب في انتشار العنوسة بين الفتيات لعدم مقدرة الشباب على دفع المهر طبقا للمستحدث على عاداتنا وتقاليدنا.

 

* ‏ما هي الحلول كي تستقيم المهور مرة أخرى؟

– ‏ ضرورة تدخل العُمد والمشايخ لتغيير بعض العادات والتقاليد الضارة، وكذلك شيوخ المساجد، ‏لحث الأهالي على تخفيض المهور، والاستعانة برأي الدين للحث على ذلك من خلال المنابر، وذلك لمصلحة المجتمع ككل، وفي صالح الجنسين من الشباب والفتيات، حتى تستقيم الأمور، ونشر ذلك في وسائل الإعلام المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى