حاربت “داعش”.. تعرف على تاريخ قبيلة “الترابين” في مصر
أميرة جادو
تتميز مصر بالتنوع الاجتماعي، حيث تتضمن على الكثير من العائلات والقبائل المختلفة في بوتقة وطنية واحدة، كل قبيلة تزيد من حبها للوطن وانتمائها للهوية المصرية، وواحدة من أشهر هذه القبائل هي قبيلة ترابين.
أصل قبيلة الترابين
تعتبر من أكبر وأعرق قبائل البادية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء والدول العربية، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى جدهم الأكبر عطية من منطقة قريش بقم الحجاز، وكانت منازلهم في وادي الطربة شرق مكة، وسبب تسميتهم بهذا الاسم دلالة على هذا الوادي، ويقال أن الترابين تنحدر بأصلها إلى قبيلة البقوم الأزد، ونسبهم إلى عطيّة بن نجم البقمي من البقوم، وفقًا لما ذكره موقع صدى البلد.
دخل جد قبيلة ترابين “عطية” إلى سيناء منذ حوالي 700 عام ، ودفن في وادي وتير في جنوب سيناء في منطقة تدعى “الشيخ عطية” مع ولديه نجم وحسبل، وتبقى قبورهم في تجمع الشيخ عطية في سيناء حتى يومنا هذا، ولهم أراض من شرق سيناء إلى غربها حتى السويس بالقرب من تلة تسمى “الشرف”، أنجب عطية خمسة أبناء هم: مساعد ونبع وقصير وصريع ونجم.
وتتجاوز عشائر هذه القبيلة 120 عشيرة، وتنتشر في الأردن في العاصمة عمان ومدينة العقبة ومدينة الزرقاء وجرش شمال المملكة الأردنية وفي قطاع غزة.
ديار قبيلة الترابين في مصر
ينتشر أبناء هذه القبيلة في جميع أنحاء سيناء، و غالبيتهم في مركز القسيمة في وسط سيناء، والشيخ زويد في الشمال، وحي الترابين في الجنوب مدينة نويبع، وهم منتشرون في شمال مصر في محافظات الشرقية، وبورسعيد، والسويس، والإسماعيلية، والقاهرة، والجيزة.
وأراضي ترابين شاسعة، وتقع بشكل رئيسي في الجزء الغربي من منطقة بئر السبع إلى الغرب والجنوب الغربي من مدينة بئر السبع وإلى حدود سيناء والبحر الأبيض المتوسط غربًا.
تبدأ حدود ترابين من مدينة رفح شمالاً وتتجه جنوباً إلى الجورة ثم إلى منطقة الجِميعة أو الجِمِيعات ثم إلى منطقة القريا ثم غرباً إلى لحفن ثم جنوباً إلى رجم الحمضة والرأس الأحمر في جبال ريسان عنيزة، ثم من الرأس الأحمر في الغرب إلى منطقة الريشة في شمال المغارة، ثم كثيب زيقيدان مرورًا بشمال الجفجافة، ثم عين قديرة ثم منطقة أم سكران، وعلى الحدود الغربية مع قبيلة العيايدة، والحدود جنوبي غربي إلى رأس سدرة.
تاريخ قبيلة الترابين
للقبيلة تاريخ ثري، حيث توجد العديد من الوثائق التاريخية التي تشهد على الهيمنة التاريخية لهذه القبيلة في المنطقة، ومنها وثيقة كتبها على يد سلطان الدولة العثمانية عبد الحميد يعلن فيها إمارة قبيلة ترابين في بئر السبع، وسيناء، وغزة.
وقد اشتهر الترابين بالألفة والاتحاد واشتهرت بَدَنة النَّبعات منهم بجودة الرأي، وبدنة الغوالية بالشجاعة والاقدام، فهم يقتحمون غمرات الوغى بعزم صادق على نية النصر أو الموت وفقًا لما ذكره المؤرخ نعوم بك شقير في كتابه تاريخ سيناء القديم والحديث.
ورجال القبيلة معروفون بشجاعتهم المفرطة وجرأتهم، حيث أعلنت قبيلة ترابين البدوية القديمة في شمال سيناء، في وقت سابق، أنها في حالة حرب مع تنظيم (داعش) الذي يقتل ويدمر أراضيهم، وأن أفرد القبيلة يعملون تحت رعاية الدولة وتحت قيادة القوة العسكرية، وهم جزء من مصر وجزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، وفق موقع “صدى البلد”.