فنون و ادب
أخر الأخبار

السيوف والرماح والخناجر .. أبرز أدوات الفنون القتالية في القبائل العربية

 

يمتاز العربي بالحلم الكبير ولا يلجأ للقتال إلا مضطراً ؛ وبعد الإسلام يحرم القتال إلا للدفاع عن النفس والدين والعرض والمال وقد تلخص القتال عندالعرب في مفهوم الجهاد والهدف من القتال عند العربي يكون لأحد إثنين تعطيل الخصم وتحييده أو الاضطرار لقتله والتخلص منه ولذلك تمتاز فنون القتال العربية بالعنف والشدة والقسوة وعدم الاستهانة بالخصم مهما كان خطره.

اندثرت الكثير من فنون القتال العربية بوجود الجيوش النظامية الكبيرة، يأتي هذا في الوقت الذي تلجأ الكثير من الشعوب العربية إلى الاحتفاظ ببعض فنونها القتالية في رقصاتها ودبكاتها الشعبية مثل رقصة التحطيب الصعيديةبالنبوت والعصا ورقصة المزمار الحجازية وكذلك الدبكات الشامية ومافيها من رقص بالعصي والخناجر والسيوف. وكذلك الاحتفاظ بالكثير من الأسلحة العربية الفردية التي لا زال الكثير منها معروف حتى اليوم مثل الخناجر القصيرة المسماة (شبريه) المعروفة في بادية الشام وأريافها والخنجر العربي المقوس المعروف في اليمن وسلطنة عمان حتى اليوم (البنجامة ؛ الجنبية) وعرف العرب الفلسطينيون الشباري والقناوي (العصي الغليظة) وبعض الطبنجات (مسدسات بدائية تحشى بالبارودتطلق رصاصة واحدة ، عبارة عن كرة من الحديد) واستخدموا في اشتباكاتهم (الطوشات) عصي الفؤوس والهراوات والحجارة.

واستخدم العرب في قتالهم الفردي عبر التاريخ الكثير من الأسلحة الفردية نذكر منها على سبيل المثال :

▪️1- السيوف : ومنها اليمانية والمشرفية للقتال واما الدمشقيةفيقال بانها كانت تستخدم للزينة.

▪️2- الرماح الطويلة والقصيرة : وكانت تستعمل للقذف والرمي والمبارزة وكانت من الحديد والخشب ومنها المثقف والرديني .

▪️3- الخناجر القصيرة : ولا زالت موجودة عند اهل البادية في الشام (شبرية) وعند اهل اليمن وعمان (بنجامة وجنبية)

▪️4- الأيدي الفارغة: تستخدم للضرب والصفع واللكم(الكُمّادية) والخنق والمصارعة وضرب أجزاء الخصم الحساسة القاتلة كالعنق والصدر ووسط الظهر والأضلاع ولتكسير أيدي الخصم وتثبيته والسيطرة عليه .

▪️5- الأرجل : وتستخدم للرفس لدفع الخصم بعيداً او توجيه ركلات مؤذية لهم بمفاصل الخصم وربما تكسير أقدامه ومن استخداماتها الرهيبة الدوس العنيف على وجه الخصم بعد طرحه أرضاً أم الدوس على عنق الخصم لتثبيته والسيطرة عليه او حتى كسر عنقه او قتله إن لزم الامر.

▪️6- الملابس : ومن الاسلحة الخفية للعرب ملابسهم الفضفاضة حيث انها تسهل إخفاء الأسلحة الخفيفة والصغيرة وكذلك يمكن استخدام هذه الملابس ليس فقط للزينة وإنما كأسلحة فتاكة ضد الخصم تمكن من السيطرة عليه بل وحتى التخلص منه نهائياً ،، ومن هذه الأسلحة :

🔅أ – العباءة : وهي تستخدم لصد هجمات العدو والتمويه عليه بحيث لا يعرف من أين سيباغته المقاتل باللكمة او الطعنة أو الركلة ؛ وهي لا زالت معروفة في رقصة الحاشي بين البدو ومن اهم استعملاتها القائها على العدو ولفه بها بحيث تسيطر عليه وتفقده توازنه والرؤية الواضحة مما يربكه ويمكن المقاتل من توجيه اللكمات والرفسات له كما يبتغي وفي أسوأ الأحوال توجيه الطعنات القاتلة له سواء بالخناجر او السيوف .

🔅ب- العقال : وهو مصنوع من القماش أو الشعر وهو له عند العربي قيمة رمزية كبيرة ؛ ويستخدم لضرب الخصم وتأديبه وربطه والسيطرة عليه وفي أسوأ الأحوال شنقه وكسر عنقه بل وحتى خنقه حتى الموت .

🔅ج – غطاء الرأس : (العمامة ، الحطة ، الغترة ، الشماغ ، الكوفية) تستخدم لتضميد الجراح ، ولصد هجمات الخصم ولي يديه وتربيطه بل وحتى تغمية وجهه بخفة بحيث يفقد الرؤية ويمكن طرحه أرضا والسيطرة عليه بل وحتى يمكن شنقه بها وخنقه بعد لفها بسرعة وخفة على يد المقاتل نفسه .

🔅د- عصاالخيزران المعقوفة : (العكاز ، الباكوره ، وفي مصر : الكاز) وهي تستخدم لضرب الخصم وتأديبه واحيانا لسحب يده وليها والسيطرة عليها وسحب رجله لعرقلته وطرحه أرضاً وربماللي عنقه والسيطرة عليها او كسرها او حتى تسديد الضربات أو الطعنات لها عن قرب ،،،

🔅ذ- الحزام : (القشاط ، السير ، مشد ، الهميان) وهو يصنع من الجلد الطبيعي المتين ويزين بقطع من الحديد أو يصنع من الحقماش والحرير ويستخدم لإخفاء السلاح وحمل السيف والخنجر والطبنجة ويمكن جلد الخصم به وتوجيه ضربات عنيفه به لعيون الخصم أو ربطه وتثبيته به بل وحتى خنقه او شنقه إن لزم الأمر .

▪️7 – العصي الغليظة : الدبسات والقناي والنبوت ،،، الخ ،

▪️8 – الأدوات الزراعية : ( الفأس والمنكوش والشاعوب والمذراة والشنشرة والمنجل ،،، الخ ) ،،،

▪️9 – الرمل : يستخدم للرمي في عيون الخصم وذلك إما باليديدن او حتى رفسا بالأقدام بهدف إفقاده الرؤية وتسبيب التشويش اللازم للسيطرة عليه وتوجيه اللكمات او الطعنات اللازمة له .

▪️10 – الحجارة : وتكون باحجام متفاوتة لا تزيد عن حجم يد المقاتل أي بحجم قلبه أو بحجم البرتقالة تستخدم لدق أيدي الخصم وأجزاء الوجه الحساسة كالأنف والفكين والأسنان وكذلك يمكن رجم الخصم بها وإلحاق الضرر اللازم به سواء كسر مفاصل قدميه (رمانة الرجل) أو الساق بل وحتى قتل الخصم عن طريق توجيه هذه الحجارة لجمجمة الخصم مما يفقده البصر أو السمع وقد يودي بحياته إن أصاب خلف الأذن (المقتل) .

▪️11- الصخور الكبيرة : تختلف أحجامهاحسب سبب الاستخدام فهي تستخدم لقطع الطريق وسد الممرات على الخصم في حال الهجوم الجماعي وكذلك لرجم العدو من فوق الجداران والبيوت والحصون لتكسير عظام الخصم أولرضخ رأسه في حال إرادة قتله والتخلص منه ،،،

▪️12- الأصابع والأظافر والأسنان : تمكن الأصابع نظراً لصلابتها نتيجة شظف العيش في البيئة العربية من توجيه ضربات ووكزات مؤذية وموجعة وربما قاتلة للخصم وكذلك تمكن الاظافر من تخميش وجه الخصم ويديه وظهره وجرف عينيه ونتف شعره مما يلحق به الألام اللازمة للإفلات من قبضته وتحرير النفس من سيطرته أثناء القتال وكذلك الأسنان بحيث يمكن عض أصابع الخصم ويديه بل وربما اضطر المقاتل لعض عنق الخصم واقتلاع اذنيه.

ويجدر القول أن فن القتال العربي الإسلامي الذي فتح به العرب أصقاع الدنيا لا زالت الكثير من فنونه محفوظة حتى اليوم عند اهلنا وأخوتنا الماليزيين الذن تعلموها من التجار العرب عند دخول الإسلام جزيرة سومطرة وقد تعلموه مع الصلاة والصيام والقرآن كفرضة من الفرائض لما يقتضه حفظ النفس والدين والعرض من الجهاد ؛ ويعرف هذا الفن حتى اليوم عندهم باسم (السلات) وهو مأخوذ من كلمة (الصلة – الصلات ) العربية بمعنى الصلة بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى