المزيدمرأه بدوية

الثوب البدوي وهوية المرأة البدوية السيناوية

كتب: حاتم عبدالهادي السيد

لا تزال بادية سيناء تتميز بخصوصيتها التي تميزها، ولعل أهم تلك الأشكال التي تعبر عن الخصوصية هي الملابس والأزياء والحلي، فهي تشكل إلى جانب الزينة للمرأة الهوية التي تخص المكان والمرأة البدوية في سيناء، واختلافها عن غيرها كذلك.

يشكل الموروث الشعبي واحدا من أهم ملامح هوية المجتمع السيناوي، كما تقول الباحثة رانيا حفني، فالزي السيناوي عبارة عن الثوب البدوي بمكملاته ومستلزماته من حلي وزينة بالإضافة إلى وجود حزام لربط الوسط يسمى (صوفية) مع وشاح أسود فوق الرأس يطلق عليه (قنعه) وترتدي معه البدوية (البرقع) الذي يميز القبيلة التي تنتمي إليها.

إن الثوب البدوي بمختلف أنواعه وأشكاله يعد لونا من ألوان الثقافة الشعبية، فهو يمثل تراثا شعبيا لقبائل هذه المنطقة، كما أنه يعتبر فنا شعبيا يعتمد على مجموعة من الخبرات البدائية الموروثة عبر الأجيال المختلفة. وأن الوسائل التي يتم التوارث في صناعتها وسائل تقليدية مثل الإبرة والخيط المطرز به الثوب والقماش الذي يصنع منه والذي يتميز بالأصالة والحشمة.

وتتنوع الأزياء الشعبية تبعا لكل من المرحلة التاريخية والبيئة الجغرافية والفئات العمرية والمكانة الاجتماعية. فهذا التنوع تحكمه عدة أمور من أهمها الوظيفة التي يؤديها الثوب بالنسبة للمناخ وطبيعة العمل والوجاهة. ومن ثم نجد أن ثوب المرأة البدوية يختلف عن ثوب الفتاة من حيث لون التطريز، فصدر ثوب الفتاة والأكمام يكون من اللون الأحمر (الزهر) وباقي تطريز الثوب من الأمام والخلف باللون الأزرق الذي يطلق عليه (الأشهب) ذلك الثوب الذي تقوم بتطريزه الفتاة من سن 10 سنوات، وتظل على ارتدائه حتى تتزوج. ويتم تغيير اللون الأزرق إلى اللون الأحمر عندما تنجب أو تقوم بإضافة اللون الأحمر على التطريز باللون الأزرق للإعلان عن أنها أصبحت متزوجة. ويتم تغيير الثوب الأزرق وارتداء الثوب الذي يطلق على لونه (الزهر) أي الأحمر مع باقي الألوان المزركشة والفواتح مثل الأصفر والبرتقالي، كما تفضله الحاجة (ساكنة) من قبيلة السواركة.

أما السيدات- والكلام ما زال للباحثة رانيا حفني- من كبار السن يفضلن الثوب خفيف التطريز. ويوجد ثوب خاص يطلق عليه (الوجاهي) حيث تقوم المرأة بتطريزه بأكمله من صدر يسمى (القبة) والأكمام وتسمى (الردن) وبداية من خصر المرأة حتى الذيل يطلق عليه (البدن) يطرز بالألوان الزاهية وتستخدم البدوية ثوبا للأفراح والأعياد وآخر يبين الحالة الاجتماعية لها، وفي حالة الحداد ترتدي ثوبا ذا اللون (الأشهب) حيث يكون تطريز الثوب كله من اللون الأزرق.

وقال كما الحلو خبير التراث السيناوي، إنه من حيث ملابس السيدات في سيناء، فترتدى المرأة فى سيناء الثوب الذى له أشكال متعددة تبعًا للفئات العمرية، مثلا ثوب الأطفال وثوب الفتاة المزركش، وثوب المرأة المتزوجة باللون الأحمر، والمرأة المسنة والأرملة والمطلقة باللون الأزرق، وللثوب السيناوى أشكال متعددة.. فمنها ثوب الأعياد والمناسبات والحج الذى يتميز بلون التطريز الفاتح، وثوب الحامل الواسع والذى يتميز باللون الاشهب، وثوب المآتم متميزاَ باللون الأزرق الغامق.

كما ترتدى المرأة السيناوية غطاء رأس (القنعه) والتى تميز كل قبيلة عن الأخرى، أما الفتاة فتضع على رأسها غطاء يسمى (الوقاية) وجبهة ترتبط بحافة الوقاية يتدلى من حافتي الوقايه غدقتين وتسمى (سكاريج)، وأحيانا ترتدي الكبر وهو غطاء يوضع فوق الوقاية على رأس الفتاة بغرض التزين. وتوشح المرأة بحزام الوسط الذى يحيط بخصر المرأة ويسمى (المقوط)، ويكون محاطًا بشريط مصنوع من شعر الماعز باللونين الأسود والأحمر ومزين بحبات الودع الأبيض ويلف على المقوط ثلاث مرات ويسمى (مريرة)، كما تضع المرأة على وجهها البرقع، ولكل قبيلة برقع يميزها عن القبائل الأخرى من حيث الشكل واللون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى