المزيد

إمبراطورية الهون الغربية

إمبراطورية الهون الغربية .. (1)

الهياطلة_The_Hunnic_Empire

الشعوب التى أذاقت أوربا الويل !

—————————————————-

إمبراطورية الهون هي امبراطورية انشأتها قبائل الهون في أوروبا نهاية القرن الرابع الميلادي وتسمى في مدونات التاريخ التركي بإمبراطورية الهون الأوروبية أو امبراطورية الهون الغربية.

 

والهون هم مجموعة قبائل أصلها أوراسي،من الرعاة الرحل، ظهروا من شرق نهر الڤولگا وهاجروا إلى أوروبا حوالي 370 ميلادية،ربما كانوا من نسل القبائل المجاورة لشمال الصين قبل ذلك بثلاثة قرون، كما يحتمل أن يكونوا أصل القبائل التركية في أوروبا.

 

تم ذكر قبائل الهون في المصادر الصينية للقرن الثالث قبل الميلاد ..وتحدثت المصادر الأوروبية لأول مرة عن الهون في القرن الثاني بعد الميلاد ، عندما ظهروا قبالة ساحل بحر قزوين.

 

ويزعم المؤرخون الأتراك أن الهون هم قبائل الترك بينما تتحدث المصادر الأخرى عن أن الهون ضمت الإيغور و المغول و الترك و الصينين ؛ و على أي الأحوال لم تنكر تلك المصادر زعامة الترك لشعوب الهون .. وبينما تدعي تلك المصادر أن سبب نزوح الهون وزحفهم على أوربا هو هزيمتهم الساحقة أمام الصين ؛ تذكر المصادر التركية أن الصين خضعت فترة طويلة من الزمن لحكم إمبراطورية الهون الشرقية (*الترك ) إلى أن انقسم الهون إلى مملكتين شمالية و أخرى جنوبية اشتركت مع الصين في قتال أختها الشمالية .. و هذا هو سبب الهزيمة فيما نظن وبداية توجههم غربا نحو أوربا . (*1)

 

تحركت قبائل الهون غربا من فيافى آسيا عام 350م وبفضل اسلحتهم وأساطيلهم المتطورة للغاية مقارنة بالفترة التي عاشوا فيها وسرعتهم العالية وتكتيكات الحرب الفائقة التطور ؛ طردوا الشعوب التي اعترضت طريقهم أو أخذوهم تحت سلطتهم وتقريبا احتلوا أوروبا بالكامل.

 

بسبب هذه التحركات الضخمة لتلك الشعوب بضغوط الهون قلبت بنية أوروبا الاجتماعية والثقافية والديموغرافية رأسا على عقب ؛ و تشكلت بنية شعوب أوربا الحالية ..

 

إمبراطورية الهون الغربية ( 420 – 469 م) شهدت أزهى أقوى عصورها في عهد ( أتيلا الهوني Attela The Hun ) المرعب .. وكان سلفاه (أوكطار Octar ) و ( روعا Rua ) قد أتما توحيد قبائل الهون ؛ وفي عهد أتيلا أسقط الهون روما فسقطت معها الإمبراطورية الرومانية الغربية ولم تقم مرة أخرى؛ في حين استمرت الرومانية الشرقية المعروفة بالبيزنطية ألف عام أخرى ..

 

وقد ضمت في أقصى اتساع لها دولا وأجزاء من دول اليوم الأوربية و الآسيوية أكثرمن 20 دولة هم :

المجر ؛ أوكرانيا ؛ مولدوفيا ؛ روسيا ؛ رومانيا ؛ بلغاريا

سلوفاكيا ؛ التشيك ؛ بولندا ؛ ألمانيا ؛ بيلاروسيا

كازاخستان ؛ صربيا ؛ النمسا ؛ ليتوانيا ؛ كرواتيا ..

 

هذا وتحرص المصادر الغربية على تصوير الهون بالهمجية و الوحشية و بكل ماهو بشع .. في حين أن الهون لم ينتصروا و يتغلبوا على أوربا إلا لدقة تنظيماتهم الإدارية و العسكرية و امتلاكهم للأسلحة الأكثر تطورا في ذلك الزمن ؛ و جنودا مهرة مدربين على أعلى مستوى ..

 

وانظر كعينة ما كتبه جون مان في كتابه ص9 عن أتيلا :

 

{ إنه غول التاريخ، و سوط الرب ، ورمز للقوة الهدامة الغاشمة، والصيغة المبتذلة للنزوع إلى التطرف والغلو. وما عدا ذلك، لا يعرفه إلا أولئك الذين يعكفون على دراسة انهيار الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس. حتى لدى هؤلاء، نادرا ما يكون أكثر من حيوان مفترس، بل أشد شراسة من بين أولئك البرابرة الكثر الذين مزقوا الإمبراطورية وقطعوا أوصالها وهي تتجرع كأس الموت.

 

بيد أن وصف أتيلا بالهمجية المبتذلة لا يفيه حقه؛ فتلكم هي قصة رجل ذي طموح يبعث على الدهشة، نشر قوات لم ير أحد نظيرا لها من قبل. وعلى رأس جيشه الهوني المؤلف من المحاربين الفرسان الذي يعززه عدد كبير من القبائل الحليفة وآلات الحصار، كان لمدة من الزمن بمثابة جنكيز خان أوروبا .

 

وانطلاقا من قاعدته في ما يسمى اليوم هنغاريا، أقام إمبراطورية امتدت رقعتها الجغرافية من بحر البلطيق إلى البلقان، ومن نهر الراين إلى البحر الأسود ؛ ضرب عميقا في

أرض الإمبراطورية الرومانية مهددا أسسها وربما في وقت لاحق قيض للمحاربين الهون الذين عبروا ذات مرة منطقة البلقان في طريقهم إلى القسطنطينية أن يسقوا خيولهم من مياه نهر اللوار في قلب بلاد الغال الرومانية(فرنسا) التي تبعد عن المحيط الأطلسي مسيرة ثلاثة أيام فقط فوق ظهور الخيل، وأن يستحموا في العام التالي في بو Po ، في حملة ربما قادتهم إلى روما ذاتها.

….

*نهر بو شمال إيطاليا ينبع من غربها من جبال الألب و يمر شرقا بطول 650 كم بين جنوب ميلانو والبندقية “فينيسيا ” ؛ وشمال جنوة وبولون ليصب في البحر الأدرياتي .*جواهر

…….

ولئن لم تسقط القسطنطينية وروما، فإن إنجازات أتيلا كانت كفيلة ببقاء اسمه حيا إلى يومنا هذا، ليس بوصفه البربري الأبرز فحسب، بل باعتباره بطلا أيضا. }

 

ويقول في ص62 :

 

{ أما المؤرخ القوطي يوردانس فلا يقل عن سواه في إهانتهم، فقد كان.رجال القبيلة هؤلاء أقزاما کریهین وسقيمين، يتحدرون من السحرة والأرواح النجسة، «ولم تكن لديهم رؤوس، إذا جاز لي القول، وإنما نوع ما من الكتل لا شكل لها، تحتوي على ثقوب عوضاعن العيون».

 

ومما يبعث على الدهشة أنهم كانوا يستطيعون الرؤية، نظرا لأن الضوء الذي يدخل قبة الجمجمة لا يكاد يصل إلى مقلتي العينين المنحسرتين.. ورغم أنهم يتخذون شكل الإنسان إلا أن لديهم قسوة الحيوانات البرية».

 

تلك هي الآراء التي ترددت أصداؤها على مر العصور في إدانة الهون بوصفهم ذوي رائحة كريهة، وأرجل مقوسة، وقذرين، ووحشيين، وقصيري القامة على نحو مقزز و مقرف.

 

بيد أن معظم هذا الكلام هراء ما بعده هراء ! ….

… وفي وقت لاحق وجدنا أنهم كانوا يطلقون لحاهم ويزرعون المحاصيل، ولديهم القدرة التامة على بناء المنازل، إضافة إلى وجود نسبة عالية من الرجال الوسيمين والنساء الجميلات، شأنهم في ذلك شأن سائر الأقوام الأخرى.

 

ومما لا ريب فيه أن رجالهم قد فرضوا احترامهم؛ لأنهم كانوا أشداء على نحو يبعث الرعب في النفوس بوجوههم التي لوحتها أشعة الشمس ولفحتها الريح، ومناكبهم العريضة الأشبه بالألوح من جراء استخدامهم.أقواسهم الضخمة بصورة يومية. } …(*1)

—————‐‐————————————————-

استقرت قبائل الهون التي تشتتت بعد انهيار دولة الهون الشمالية والتي تقهقرت نحو الغرب بين نهر الأورال ونهر إيديل. وبعد ذلك سيطر الهون على القبائل التركية الموجودة بتلك المنطقة.

…….

* نهر أورال يفصل بين قارة آسيا وأوروبا ويمر بروسيا وقزخستان. ينبع من جنوب جبال الأورال ويجري مخترقًا قزخستان 2,527 كم، ويصب في بحر قزوين.

 

* نهر إيديل نهر في باشكورستان ومنطقة أورينبورغ، الروسية وهو الرافد الأيسر لنهر بيلايا. يقع مصب النهر على بعد 475 كم على الضفة اليسرى من مصب بيلايا، بالقرب من مدينة أوفا، حيث تم تسمية مقاطعة ديمسكي.

………..

وبعد أن استولوا على دولة ألان الموجودة في شمال بحيرة آرال وبحر قزوين في منتصف القرن الرابع، ذهبوا إلى سواحل نهر إيديل تحت قيادة بالامير (Balamir)، وهزموا قوط الأسترو (Ostrogotlar) و قوط الفيزي (Vizigotlar) المقيمين في السهول الموجودة في شمال البحر الأسود .

 

أدى ذلك لتوجه هؤلاء القوط عام 375م صوب الغرب بسبب هجمات الهون. وهكذا بدأت الأقوام في الهجرة ؛ وبعد بالامير (Balamir) أصبح أليبي (Alypbi) امبراطور الهون عام 378 م.

 

عبر الهون نهر التونا(الدانوب) في عام 387م ، وتقدموا حتى تراقيا ؛ أي مقاومة من قبل امبراطورية روما. وبدأت أقوام البربر التي كانت تحت سيطرة الهون بالضغط على امبراطورية روما.

 

وبعد وفاة إمبراطور روما ثيودوسيوس الأول في السابع عشر من يناير عام 395 م، تدفقت جيوش الهون إلى تراقيا عبر دول البلقان؛

…….

* تراقيا منطقة في جنوب شرق البلقان تضم شمال شرق اليونان وجنوب بلغاريا وتركيا الأوروبية تطل تراقيا على ثلاث بحار: البحر الأسود، وبحر إيجة، وبحر مرمرة، .

…….

وفي نفس العام، استقرت قبائل الهون الوافدة من القوقاز في كل من مدينة صور (Sur) الموجودة في لبنان حالياً؛ وفي شانلى أورفا (الرها Şanlıurfa) وأنطاكيا جنوب تركيا لفترة . ثم عادوا مرة أخرى للأراضي الموجودة شمال البحر الأسود وبهذه الواقعة جاء الأتراك للأناضول للمرة الأولى.

 

تولى الحكم بعد أليببى (Alypbi) زعيمهم أولديز (uldız) وفي عام 390 عبرت قبائل الهون في عهده اجبال الكاربات (Karpat) ودخلوا المنطقة التي توجد فيها المجر حالياً.

 

ووضع أولديز سياسة جديدة تهدف الى التضييق على الإمبراطورية الرومانية الشرقية(*البيزنطية) والتواجد على علاقة جيدة مع امبراطورية روما الغربية ضد أقوام البربر

 

والسبب في هذا أن اقوام البرابرة الذين هم اعداء الإمبراطورية الرومانية الغربية هم في نفس الوقت اعداء للهون.ولهذا فقد رجح الهون البقاء على علاقات جيدة مع امبراطورية روما الغربية.

 

وبتقدم أولديز إلى ضفاف نهر التونا(الدانوب) بدأ البرابرة في الدخول إلى اراضى الإمبراطورية الرومانية الغربية. وعندما واجهت الإمبراطورية صعوبات في ايقافهم طلبت المساعدة من أولديز. فتقدم لقتالهم و هزمهم بجنوب فلورانسا الحالية. وتم إعدام راداغائس (Radagais) قائدهم في اغسطس عام 406م.

 

وبهذا انقذ الإمبراطورية و اجبر اقوام البرابرة على الهجرة إلى غاليا (Galya) *فرنسا ،وحقق للهون حرية التحرك في الغرب.

 

وفي عام 409 عبر أولديز نهر التونا بهدف الاستيلاء على روما الشرقية(القسطنطينية). وتحداهم قائلاً لرسول الإمبراطورية الرومانية الشرقية “استطيع ان اسيطر على كل الأماكن حتى (وصولا) لمكان غروب الشمس”.

 

وبعد وفاة أولديز في عام 412متولى مكانه قاراتون (Karaton). أما الحاكم دوناتوس (donatus) فقد تولى إدارة أراضي الهون الموجودة حول البحر الأسود حتى عام 412م.وقد ظل قاراتون (karaton) في الحكم حتى عام 422 م.

 

وفي عام 422 قد تولى الحكم روعا Rua بعد أوقتار (Oktar).اما مونجوك (muncuk) الذي هو أبو أتيلا (Attila) فقد توفى عام 408م .

————–

حملة روعا على البلقان

 

وفي عام 422 زعم روعا (rua) إرسال الامبراطورية الشرقية جواسيس إلى اراضى الهون بهدف تحريض جيش الهون على التمرد وفصل الاقوام التابعة له، وخرج في حملة البلقان واضطرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية لدفع الجزية.

 

استغل الامبراطور الشرقى البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، الاضطرابات الموجودة بالإمبراطورية الرومانية الغربية، وارسل جيشا وأسطولا إلى إيطاليا لإسقاط نظيره امبراطور روما الغربية فطلب الأخير المساعدة من روعا (rua).

 

وعندما أرسل روعا جنوده إلى المنطقة لم يرد ثيودوسيوس الثاني الدخول في حرب مع الهون فانسحب. واستمرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية في تحريض القبائل الموجودة تحت إدارة الهون ضدهم .ونتيجة لهذا منع روعا تجار روما الشرقية من القيام بالتجارة في امبراطورية الهون .

 

وأيضا في هذه الفترة سلمت مدينة فيينا (vıyana) إلى الهون من قبل إمبراطور روما في عام 433 م. وتوفى روعا عام 433م أثناء انشغاله باستعادة الهون الفارين الذين التجأو إلى امبراطورية روماالشرقية .

——–

عهد اتيلا Attila

 

وبعد وفاة روعا تولى حكم امبراطوية الهون كلاو من اتتيلا (Attila) وبليدا (Bleda).وقد نشأ أتيلا بعد وفاة أبيه مونجوك في كنف عمه روعا، وقد اشترك معه في الحروب واكتسب خبرة تعلم إدارة الدولة وتعلم سياسة الهون.

 

واثناء حكم اتتيلا وبليدا (bleda) تم القيام بمباحثات في مارغوس (margos) (الصرب حالياً) التي يجتمع فيها نهر التونا والمراوا (morava) و تم توقيع معاهدة مارغوس (margos) بين الإمبراطورية الرومانية الشرقية و امبراطورية الهون ونصت على :

 

1- ستدفع الإمبراطورية الرومانية الشرقية ضعف الجزية التي كانت تدفعها للهون (ستزداد من 350 جنيه ذهبي إلى 700 جنيه ذهبى).

2-لن تقوم الإمبراطورية الرومانية الشرقية بعمل معاهدات مع الاقوام التابعة للهون المعادية لها، وستستمر العلاقات التجارية في القصبات الحدودية.

3-ستقوم الإمبراطورية الرومانية الشرقية باعادة اسرى الهون الموجودين بحوزتها.

4- ستدفع الإمبراطورية الرومانية الشرقية على كل شخص فار لديها تعيده 8 مسكوكات ذهبية .

———-

حملة ايسكيتيا (iskitya)

 

وعن طريق معاهدة مارغوس قضى أتيلا وبلدا على كل التهديدات التي ممكن ان تاتى من بيزنطة اثناء الحملة التي ستقوم في المنطقة شرق امبراطورية الهون.

 

اما ثيودوسيوس فبعد هذه المعاهدة قد صب تركيزه على مشاكل الادأرمن التي حدثت بين الإمبراطور الساسانى بهرام الخامس (behram).وتم استعادة الفارين من الهون واعدام بعضهم، وقد تم اكمال التجهيزات لحملة ايسكيتيابالذهب الوارد من بيزنطة.

 

وفي عام 435 قاد اتتيلا وبلدا جيش الهون وسارو نحو الاقتار (aktarlar) والاق اغوزلار (ak-oguzlar) الموجودين على سواحل نهر الفولغا (volga) في الشرق والذين تمردوا بتحريض من بيزنطة.

 

وبعد النصر الذي حققوه عين اتتيلا ابنه اللاق (ellak) قائدا على الاقتار. وبعدما وصلت جيوش الهون إلى آسيا الوسطى عادوا ونزلو على سواحل البلطيق (baltık) عبر الوديان الموجودة..

 

وبإظهارهم تلك القوة وبعد أن حققوا النظام والاستقرار في جميع انحاء الامبراطورية عاد أتيلا وبيلدا مع جيوشهما إلى عاصمة الإمبراطورية.وبعد حملة السيطرة والتشكيلات تلك التي حدثت فيما بين أعوام 435-440 وصلت امبراطورية الهون إلى اوسع حدودها، وحكمت منطقة تقرب مساحتها اربعة مليون كم مربع.

 

وبحلول عام 441م تعرضت كلا من امبراطوريتى روما الشرقية وروما الغربية إلى احتلال البربر مرة اخرى.واحتل الفاندال (wandallar) الولايات الأفريقية التابعة لإمبراطورية روما الغربية الموجودة تحت قيادة غيسريتش (Geiserich) واستولو على قرطاجة (kartaca).

 

و باحتلال الساسنيين( الفرس) لأرمنيا، وتمرد التزاننيون (tzaniler) في الأناضول وجد الهون فرصة للحصول على غنائم أكثر بمهاجمة الإمبراطورية البيزنطية ولن يستطيع ثيودوسيوس ردعهم . ونهب الهون مقابر مارغوس بيسكوبوز (margos piskopoz) .وعبرت جيوش الهون نهر الدانوب في قيادة أتيلا وبلدا،ودمروا مدينة فيميناسيوم (viminacium) كوستولاك (kostolac) حاليا..

 

وعندما وصلوا إلى مشارف قلعة مارغوس،استسلم قائدها بيسكوبوس (piskopos) مقابل انقاذ نفسه،

 

وفي مواجهة هذا الاحتلال وقع ثيودوسيوس معاهدة مع الشاه الساسانى يزديجرد (yezdigrit) الثانى، وأعاد الأسطول الذي كان قد ارسله لمساعدة الإمبراطورية الرومانية الغربية عن طريق البحر لمواجهة احتلال الفاندال .

 

وفي عام 443م زود اتتيلا وبليدا جيشهما بمعدات حصار جديدة (بالمنجنيق وجذوع حشبية ضخمة) ووزعا الجيش من اجل الاستيلاء على البلقان بالكامل.

 

وتم تدمير كل من مدن نيس،وصوفيا، وفيليب (filibe)، و لولابورغاز (lüleburgaz) بالترتيب.

 

ولكن نتيجة الخلافات التي كانت قد نشبت بين اتتيلا وبليدا قتل اتتيلا أخيه الأكبر بليدا في عام 445م،واصبح الحاكم الوحيد لإمبراطورية الهون.

 

وحرك اتتيلا جيوشه مرة اخرى في عام 446م من اجل اخضاع الامبراطورية البيزنطية بشكل قاطع، وقضى على جيوش بيزنطة التي كانت تحت قيادة ارنيغيسسلوس (Arnegisclus) في معركة أوتوس (Utus) (بليفين (plevne) حاليا) الموجودة بمنطقة داشيا الرومانية (Dacia Ripensis).

 

وبعد ذلك النصر بعث اتتيلا جزءا من جيشه إلى اليونان، وتحرك بالجيش الاساسى إلى القسطنطينية.ودمر الهون (الذين ارسلوا لليونان) اماكن عديدة حتى ترموبيلا (Termopylae) ثم عادو، وانضموا للجيش الرئيسى الذي تقدم حتى بويوك تشكمجه (büyükçekmece). *

 

واعترف ثيودوسيوس الثاني بالهزيمة وارسل القنصل اناتوليوس (anatolius) إلى مقرات جيوش الهون العسكرية لعمل معاهدة جديدة مع اتتيلا .

 

وبموجب معاهدة اناتوليوس (anatolius) التي عقدت بين امبراطورية الهون والإمبراطورية البيزنطية عام 447م :

 

▪︎ ستزداد الجزية السنوية التي تدفعها الإمبراطورية الرومانية الشرقية ثلاث اضعاف (من 700 جنيه ذهبي إلى 2100 جنيه ذهبي).

 

▪︎ ستدفع امبراطورية روما الشرقية تعويضات الحرب 6000جنيه ذهبى.

 

▪︎ لن تضع امبراطورية روما الشرقية جنودا لها جنوب نهر التونا(الدانوب).

 

▪︎ستقوم إمبراطورية روما الشرقية بإعادة أسرى الهون الموجودين بحوزتها.

 

▪︎ ستدفع إمبراطورية روما الشرقية على كل شخص هارب 12 سكة ذهبية.

 

ووفقا لما كتبه بريسكوس (priscus) فانه بسبب الضرائب الباهظة التي اضطرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية لدفعها للهون فإن كثير من الاعيان فقدوا مراكزهم ، وتمرد الشعب، وقد مات وانتحر العديد بسبب انهيار الحالة الاقتصادية ..

———–

حملة أتيلا على روما الغربية (غاليا فرنسا) Galya

 

عندما طلب أتيلا الذي تزوج ابنة امبراطور روما نصف أراضي الإمبراطورية مهرا سار نحو الإمبراطورية الرومانية الغربية التي رفضت ذلك.فتجمعوا للمعركة

 

وعسكر أتتيلا في وادى قطلونا (katalon) بجيشه المكون من 200 ألف شخص 100 ألف منهم من الهون والباقين من اقوام الجرمان (Germen) والسلاف (slav) ..

 

وجاء جيش روما إلى نفس المنطقة بجيش مكون من 200 ألف شخص؛ وتجمعت جميع الاقوام المعادية للهون في صف أتيوس (Aetiüs) ..

 

وفي العشرين من يونيو انقلب نصفى العالم على بعضهما ؛ واستمرت الحرب 24 ساعة.وتكبد الطرفان خسائر فادحة.ولكن بحلول المساء كان جيش روما هو المهزوم. واضطر جيش القوط (Got) الذي ساند روما إلى الانسحاب عندما مات ملوكهم في الحرب.

 

واحتل أتيلا غاليا (Galya فرنسا) التي تعد المستودع العسكرى لروما.واجبر عالم ذاك الزمن على الاعتراف باستحالة هزيمة جيوش الهون .

————–

حملة أتيلا على إيطاليا 452م

 

أرسلت هونوريا (Honoria) أخت فالنتينانوس (Valentinianus) الثالث التي أسرت في القسطنطينية رسالة إلى اتيلا ليخلصها وبعثت له خاتما ليتزوج بها.

 

وفي البداية ظن اتتيلا انها خدعة، وتصرف بحذر وارسل وفدا مبعوثا إلى رافننا (Ravenna). وأنذرهم بان يطلقوا سراح هونوريا والاعتراف بحقوقها والا سيتدهور الوضع إلى اسوا الابعاد.

 

ورفض فالنتينانوس (Valentinianus) الثالث مطلب اتتيلا ذاك، ورد الرسل، وأرسل هنوريا إلى روما وزوجها بمحافظ رفيع المستوى.وعندما علم اتتيلا برفض مطلبه جمع جيوشه من جديد عام 451م وبدأ في التحرك ضد إيطاليا.

 

ولم يجد فلافيوس اتيوس (Flavius Aetius) الذي لم يتمكن من تحقيق نصرا قاطعا في معركة قاتالون (Katalon) والذي اضطر للبقاء في رافننا (Ravenna) بسبب مكائد القصر، الوقت ولا الامكانيات ولم يستطع الالتفات إلى تحركات امبراطورية الهون. ولهذا قطع أتيلا طريق إيطاليا بسهولة حتى وصل حتى اسوار اقويلا (Aquilia) التي تعد قلعة-مدينة. دفاعية قائدها الأمير القوطي عنطلة (Antala).

 

وقد قاومت المدينة التي حاصرها الهون حوالى ثلاثة أشهر. وبعد أن حمس أتيلا جنوده بما يروى أنه أقنعهم بأن سرب طيور اللقلق المار فوقهم هجر مدينة أقويلا المحاصرة لأنه أحس بقرب سقوطها ؛ فبدأت جنود الهون في الهجوم بحماس وعنف باسلحتهم (الجذوع الكبيرة والمنجنيق).وعبر الجيش إلى داخل المدينة من الثقب الذي احدثوه في الاسوار ونهبوا المدينة ولم يعفوا عن أحد فقد قتلوا الجميع.

 

وبعد الانتهاء من نهب المدينة تم احراقها باشعال النار فيها من كل النواحيوهكذا قد ازيلت البوابة التي كانت تحمى الحدود الشرقية للامبراطورية كما تم محو احدى أشهر واقوى مدن الإمبراطورية الرومانية الغربية من الخريطة .

 

وبعد سقوط مدينة اقويلا دخل اتتيلا بجنوده إيطاليا،ودمر مدن مثل التينوم (Altinum)،بادوفا (Padova)،فيكينزا (Vicenza)،فيرونا (verona)،بريكسيا (Brixia)،برغامو (Bergamo).ولكن قد خضعت مدن بافيا (Pavia) وميلانو (Milan) وانقذت شعوبها وبيوتها من كل انواع الاذى والخسران في مقابل الهدايا الثمينة.

 

و يفهم من ذالك الصنيع أن الهون قاسون فقط على من لا يخضع لهم .

 

وقد ساد إيطاليا الدهشة والرعب و أسرعت في طلب النجدة من شقيقتها بيزنطة و من قباءل البربر لكن الأوان كان قد فات و كان الوضع ميؤسا منه، فنصح بعض المستشارون الإمبراطور فالنتينانوس (Valentinianus) الثالث بتجهيز وفد وإرساله إلى أتيلا محملا بالهدايا الثمينة لإنقاذ الإمبراطورية.

 

وبفضل هذا تم تهدئة خاقان الهون بالكلام المليء بالمديح وبالغنائم فقرر التراجع عن احتلال إيطاليا.لكنه كان قد أسقط أقوى مدنها ..

 

وقبل ان يرحل أتيلا مغادرا إيطاليا هددهم بأنه إذا لم يرسلوا إليه الأميرة (هنوريا) وإذا لم يتم اعطاؤه مايقرب من 500 ألف مسكوكة ذهبية هدية زفافه بها .. فإنه سيعود إلى إيطاليا مرة أخرى وأنه سيتعامل معهم هذه المرة بقسوة أكثر.

 

وقدتم تنفيذ مطلبه، وأثناء عودته لعاصمته بعث رسلا إلى القسطنطينية يطلب من بيزنطة إرسال الخراج الذي كانوا مدينين به إليه منذ عهد ثيودوسيوس الثاني .

 

وقد رد الإمبراطور مركيانوس (markianos) الرسل إلى عاصمة امبراطورية الهون محملين بالذهب لإدراكه أنه معرض لخطر الحصار مرة اخرى. (*2)

——————————————————————–

(*1) قارن بين وصف الهون في كتاب “أتيلا الهوني ملك البرابرة وسقوط روما” لجون مان ؛ وبين وصفهم به في كتاب “المدخل إلى التاريخ التركي” يلماز أوزتونا ..

وانظر Avrupa Hun İmparatorluğo) (4مارس 2016 على موقع واي باك مشين.) و ( 22 يناير 2020)

(*2) مصادر

*Prof.Dr.Pierre Chuvin, İlk ilişkiler, Efsaneler dünyasından bir akrabalık, Popüler Tarih

*Dergisi, Ekim 2006 Fransa Büyükelçiliği

*Priscus, Bizans Tarihi (cilt 1)

*Avrupa Hun İmparatorluğu önbilgisi

*Stewart Oost, Galla Placidia Augusta , s.284

*Jordanes, Gotlar Kökenleri ve Tarihi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى