فن السرد فى الموروث الثقافى النوبى

فن السرد فى الموروث الثقافى النوبى :
السرد نمطا من أنماط التعبير اللغوى التى إهتدى إليها الإنسان حين كان يخرج فى الصباح الباكر سعياً وراء رزقه ثم يعود فى المساء يحكى لأسرته أو قبيلته كل المغامرات التى صادفها فى يومه للتسلية والسمر ..
توارث النوبيون فن السرد ، وتتصدر الجدات مقاعد الراويات فى كل قرى النوبة القديمة ، وجرت العادة أن الراوية لا تبدأ الحكى إلا وخيطا من نور الشمس يسطع فوق أرض القرية حتى لا تصاب بالعمى حسب المعتقد الجمعى لأهل النوبة ، ومن أشهر السيدات الراويات فى النوبة القديمة السيدة ( زينب كوتود ) جدة الأديب والكاتب النوبى إبراهيم شعراوى ، والسيدة ( صفية يعقوب ) من قبيلة حمدون قرية أبو حنضل ، وهى جدة الشاعر النوبى طه أمين ، والسيدة ( عائشة شيخ ) من قرية قرشة وهى والدة الشيخ أحمد حمزة طاهى ..
ويمكن تقسيم الحكايات النوبية إلى ثلاث مجموعات :
المجوعة الأولى :
الحكايات الشعبية النوبية التى تصور واقع الحياة فى بلاد النوبة معتمدة على الوقائع المعيشية للإنسان النوبى وتلامس قيمه الإجتماعية والأخلاقية ، وذهبت إلى أبعد من ذلك وغاصت فى أعماق الوجدان النوبى وصورت آراءه ومعتقداته ..
ويمكن القول إن هذه الحكايات الشعبية ما هى إلا صورة مطابقة للبيئة والمناخ النوبى الذى تميز فى تلك الفترة الزمنية بالبراءة والنقاء ، فلم نجد فى الحكايات أى صورة من صور القتل أو السلب والنهب أو الاعتداء ، حيث خلت النوبة القديمة قبل التهجير من تلك النقائص والجرائم ..
المجموعة الثانية :
الحكايات الخرافية وهى بطبيعتها تتكون من مقاطع ووحدات منفصلة ، فيسهل حذف بعضها أو تقديم وحدة على أخرى دون أن يصيب ذلك الإطار الفنى للحكاية ، والعنصر الزمنى مفقود فى الحكاية الخرافية وكذلك الترتيب المنطقى ..
وهذا النوع من الحكايات الخرافية تبهر وتستهوى المتلقين لما فيها من خيال وعوالم الجن والسحر والأقزام .
المجموعة الثالثة :
فهى الحكايات الشعبية التى تمثل الشهامة والفروسية والنخوة وشرف الكلمة ..
والحكايات النوبية بأقسامها الثلاثة موروث ثقافى ، وبقايا طقوس وأساطير وقيم تبين أساليب أهل النوبة البسيطة لتحقيق آمالهم وتصوير أحاسيسهم ، وسعيهم الدؤوب نحو عالم أفضل .
الأديب النوبى : عبد المجيد حسن خليل



