حارة خوشقدم
حارة طويلة ضيقة متفرعة من شارع الغورية العتيد بالقرب من وكالة الغوري و علي بعد أمتار من باب زويلة ، انها حارة خوشقدم
تقع في قلب القاهرة المملوكية التي ما زالت تحتفظ بعماراتها الإسلامية القديمة، من المساجد والحواري المدقوقة بالطوب البازلتي الأسود.
وفي أزقتها كُتب جزء أساسي من صفحات التاريخ المصري. فالحارة التي يصل عمرها إلى اكثر من 700 عاماً
و الحارة كانت شاهدة على أحداث جلل من تاريخ مصر، كانت في البداية مكانًا لسكن التجار، ولكنها تحولت فيما بعد إلى سكن للحرفيين، وأخيرًا تحولت إلى قبلة للمثقفين والفنانين ومجمعًا فنيًا ولد من رحمه فنًا ثوريًا واجه الأنظمة السياسية والمسئولين بأخطائهم، ونبعًا للوطنية وعشق هذا البلد.
خوش قدم
هو اسم تركي يعني قدم السعد أو الخير، وهو اسم أحد المماليك الذين حكموا مصر وأقام في هذا المكان قبل أكثر من 700 عاما
ولكن المؤكد أن السكان الحاليين للحارة لا يعرفون سر تسميتها أو المعنى الحقيقي لهذا الاسم، خاصة أنهم يستخدمون اسمها الدارج وهو “حوش أدم ” بينما اختفت كلمة «خوش» من وألسنتهم وأصبحت في طى النسيان ولا يذكرها سوى التاريخ.
تنتمي الحارة إلى حي الغورية الشهير، وتزخر بالآثار التي تعود إلى العصر المملوكي ومنها:
-مسجد الفكهاني وعمره من عمر الحارة
-منزل شيخ بندر التجار جمال الدين الذهبي ويعود تاريخه إلى نحو 400 عام.
-مقام سيدي يحيي
-مسجد سيدي أحمد الدرديري، وكان أحد شيوخ الأزهر الشريف.
يتبرّك أهالي الحارة بالشيخ الدرديري ويعدونه ولياً من أولياء الله الصالحين، فقد كان قريباً من البسطاء والفقراء، وكان يمتطي حماره ويطوف في حي الغورية والأحياء المجاورة لقضاء حاجات الناس، ومن هنا جاءت عبارة: “اركب الحمارة واقضي العبارة”، وتحوّلت هذه الجملة إلى دعاء يتوسل به زائرو مقام الشيخ.
مما يذكر إن حوش أدم والتبليطه والكحكيين كانوا منطقة واحدة اسمها “حارة الديلم” ، وكان بها سجن يسمى سجن الديلم، وفيه قام السلطان التركي سليم الأول باحتجاز مجموعة من المماليك عقب دخول العثمانيين لمصر.
اخيرآ و الذي يفتخر به كل سكان حارة خوشقدم ، ان هذه الحارة لم يستطيع نابليون دخولها عندما أتي علي رأس الحملة الفرنسية إلي مصر ، فاضطر للانسحاب أمام مقاومة أهلها .
ولاتزال حاره حوش قدم تحتفظ بتقاليد الحارات القديمه برغم تغيرات الزمن
تحياتى/اميمه بكر