عادات و تقاليد
«الذِّكر والدعاء والنذور» عادات وتقاليد «بدو سيناء» أثناء نزول المطر
يُحددون أوقات الشتاء من خلال اقتران النجوم مع القمر

كتب: محمود حسن الشوربجي
في مثل هذا الوقت كُل عام ينتظر أهل سيناء قُدوم المطر، هِبة السماء على الأرض.
تُلقي أمطار نهاية أكتوبر في شبه جزيرة سيناء في النفس راحة ليست كبقية أمطار العام، وتَشفي النفوس الخائفة والمريضة، وتَبعث في القلب قوة لامتزاجها ببرق ورعد وغزارة أمطارها، أمطار مليئة بالأسرار والسرور، تعيد الحياة لكل الأشياء. من خصوبة أمطار الشتاء تستعيد الطبيعة روحها، وأمطار شهر أكتوبر نُغادر فصلاً إلى آخر، ننتظر بشائر الربيع إلى خير الصيف.
ويستقبل بدو سيناء عامة الأمطار بالدعاء إلى الله، فهي تُشَكِّل لهُم فرحة وسرور لري مزارعهم ومحاصيلهم مع دخول الشتاء.
وكان البدو قديماً بعد سقوط المطر وغرس الحبوب في الأرض يحيون مجالسهم بالذكر والدعاء، ومنهم من يُقدّم نُذوراً من ذبائح وغيرها تعبيرا عن سعادتهم لقدوم فصل الشتاء.
اعتمد البدو قديما ولعدم وجود مراصد حديثة على اقتران مجموعة من النجوم مع القمر، قيل أن هذه النجوم تُدعى (الثُريا) وهي مجموعة من النجوم على شكل الثور ومن ذلك اسمها، ومنها يُحددون أوقات الشتاء لديهم، وكان أكثر حرصهم على وقت نزول الأمطار والشتاء ثم الربيع الذي يعقبهُ، لأنهم اعتمدوا في معيشتهم على الإبل والغنم يتتبعون الماء وأماكن تجمعه، وكذلك الربيع والعشب وأماكن ظهوره.
كما أن لهم علم بالطبيعة وذلك من فطرتهم، فهم يعلمون النوات القادمة قبل مجيئها بأيام، وحينما تهب الرياح شرقية يقولون عنها «شراقي الصليب» في أواخر سبتمبر، ولهم قصص كثيرة في ذلك، كانوا يُسَمُّون شهر سبتمبر بأيلول، ومن مقولاتهم «أيلول ذيله مبلول» ويتشائم الناس من الرياح الشرقية لأنها تجفف الوجه وتسبب ظهور القشور في الجسم وخاصة الوجه واليدين والقدمين.
ويرصد بدو سيناء حالة السُّحب تجاه البحر أو ناحية الغرب ومن خلالها يحددون الوقت المتوقع لهطول المطر.
وكذلك المربعانية أو الأربعينية أكثر الأوقات برودة وسيأتي ذكرها تفصيلاً في مشاركات قادمة.