بوابة عشتار: رمز الحضارة البابلية القديمة

أسماء صبحي
تعد بوابة عشتار واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تجسد عظمة الحضارة البابلية القديمة. وبنيت البوابة في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني عام 575 قبل الميلاد. وكانت المدخل الرئيسي لمدينة بابل، إحدى أعظم مدن العالم القديم. وصممت البوابة من الطوب المزجج باللون الأزرق، وزينت بزخارف بارزة على شكل أسود، وتنانين، وثيران تمثل آلهة بابل الرئيسية مثل مردوخ وعشتار.
الطريق المقدس
شكلت البوابة جزءًا من الطريق المقدس الذي كان يستخدم في المواكب الاحتفالية الدينية. ما أضفى عليها رمزية دينية وثقافية عميقة. كما كانت البوابة تجسيدًا لعبقرية الهندسة المعمارية البابلية، حيث تظهر تناغمًا بين الوظيفة الدفاعية والجمالية الفنية.
ومن جهته، قال الدكتور سامر العمري، أستاذ الآثار القديمة بجامعة بغداد: “بوابة عشتار ليست مجرد أثر معماري، بل هي رمز للقوة الثقافية والدينية والسياسية التي تمتعت بها بابل في ذروتها. وتصميمها وزخارفها يعكسان مزيجًا من الفن والدين في حياة البابليين”.
أهمية بوابة عشتار
إلى جانب قيمتها الفنية والدينية، كانت البوابة رمزًا للقوة السياسية لبابل. حيث كانت المدينة تحت حكم نبوخذ نصر الثاني قوة عظمى في الشرق الأوسط. وقد أكدت النصوص التاريخية المكتوبة بالألواح الطينية المكتشفة قرب البوابة على الأهمية الاستراتيجية والاحتفالية لهذا الموقع في تعزيز مكانة المدينة عالميًا.
وفي العصر الحديث، تعتبر البوابة مصدر إلهام للفنانين والمهندسين المعماريين حول العالم. كما أثارت النسخة المعاد بناؤها في العراق والنقل الجزئي لها إلى برلين جدلاً حول حقوق الحفاظ على التراث الثقافي. وتظل البوابة شاهدًا على تداخل الحضارات وضرورة الحفاظ على الإرث الإنساني.
بوابة عشتار ليست مجرد بوابة أثرية، بل هي نافذة إلى حضارة بابل التي كانت في قلب العالم القديم. كما تحمل معها دروسًا عن الفن، والدين، والهندسة.