تاريخ ومزاراتعائلات مصرية

قصر ثقافة زفتى: ذاكرة نضال وبوابة التنوير الثقافي

أسماء صبحي – تحتضن محافظة الغربية العديد من المعالم التاريخية والثقافية التي تروي حكايات النضال الوطني والنهضة الاجتماعية. ومن بين هذه المعالم يبرز قصر ثقافة زفتى الذي يعد شاهدًا على واحدة من أبرز محطات الكفاح المصري ضد الاحتلال البريطاني. حين أعلنت مدينة زفتى استقلالها عام 1919 فيما عرف تاريخيًا بـ”جمهورية زفتى”. واليوم، لا يزال القصر يحمل رمزية ثقافية وتاريخية كبيرة لأبناء المحافظة.

تاريخ زفتى وجمهوريتها المعلنة

تقع مدينة زفتى جنوب محافظة الغربية، وقد كانت في طليعة المدن التي شاركت في ثورة 1919. ففي لحظة نادرة من التحدي الوطني أعلن قادة المدينة استقلالها عن الاحتلال البريطاني وأسسوا ما سمي بـ”جمهورية زفتى” بقيادة الشاب الثوري يوسف الجندي. ورغم أن الجمهورية لم تدم طويلًا فإنها أصبحت رمزًا للكرامة الوطنية وروح الاستقلال.

وقد تحولت مباني تلك الحقبة ومن بينها ما يعرف اليوم بـ”قصر ثقافة زفتى” إلى رموز تربط الماضي بالحاضر. حيث تقام فيه الفعاليات الثقافية والفنية وتعرض فيه مقتنيات وصور تؤرخ لتلك المرحلة المضيئة في تاريخ مصر.

قصر ثقافة زفتى اليوم

يؤدي قصر ثقافة زفتى اليوم دورًا حيويًا في نشر الوعي الثقافي والفني. إذ يحتوي على مكتبة عامة، وقاعة للعروض المسرحية، وأخرى للفنون التشكيلية، إضافة إلى قاعات لتعليم الحرف اليدوية والتراثية. كما تقام داخله ورش عمل للأطفال والشباب والكبار، في إطار خطة وزارة الثقافة لتمكين المجتمعات المحلية من أدوات المعرفة والإبداع.

ويعتبر القصر مركزًا للتنوير في المدينة، خاصةً أنه يجمع بين دوره الثقافي وعبقه التاريخي. وقد شهد مؤخرًا تطورات في البنية التحتية والتجهيزات التقنية. ما جعله أكثر جاهزية لاستقبال الفعاليات الكبرى.

الفعاليات الوطنية والاحتفالات

في كل عام، وخاصة خلال احتفالات ذكرى ثورة 1919. يتحول قصر الثقافة إلى مركز لإحياء ذكرى جمهورية زفتى. حيث تنظم الندوات والعروض المسرحية والفعاليات التثقيفية التي تعيد إحياء روح النضال لدى الأجيال الجديدة.

كما يشارك القصر في العديد من الفعاليات القومية مثل مبادرة “حياة كريمة”. وحملات التوعية بقضايا البيئة، والمرأة، ومحو الأمية. مما يعزز دوره كمؤسسة مجتمعية شاملة.

يقع القصر في قلب مدينة زفتى، ويمكن الوصول إليه بسهولة من مدينة طنطا أو المحلة الكبرى. ويرحب القصر بالزائرين يوميًا، وتتنوع برامجه بين العروض الصباحية للأطفال والأمسيات الثقافية والموسيقية للكبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى