عبدالله فؤاد: رائد الأعمال والخير والتعليم في الدمام

أسماء صبحي – في مدينة الدمام، إحدى أهم مدن المنطقة الشرقية في السعودية. ولد عبدالله فؤاد عام 1925 لأسرة بسيطة في وقت لم تكن فيه معالم الازدهار قد بدأت بعد في الخليج العربي. وعاش طفولته يتيم الأب، وتحمل مسؤولية إعالة والدته في سن مبكرة، ما جعله يعتمد على نفسه ويكوّن شخصية عملية ومثابرة.
تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب، ثم التحق بالمدرسة الحكومية الوحيدة في الدمام آنذاك. لكنه اضطر إلى ترك الدراسة مبكرًا للبحث عن عمل. وبدأ حياته المهنية موظفًا بسيطًا في شركة أرامكو التي كانت في بداياتها آنذاك. وهناك تعلم الإنجليزية وأتقن المهارات الإدارية والمالية التي فتحت له الطريق نحو تأسيس مشروعه الخاص.
مؤسس إمبراطورية أعمال
في الخمسينيات، قرر عبدالله خوض تجربة ريادة الأعمال. فأسس شركة مقاولات صغيرة ثم توسع نشاطه تدريجيًا لتتحول إلى واحدة من أكبر مجموعات الأعمال في المملكة “مجموعة عبدالله فؤاد القابضة”. التي تنوعت أنشطتها بين المقاولات، والتجارة العامة، والتطوير العقاري، وتنظيم المزادات الكبرى.
ساهمت شركته في تنفيذ مشاريع ضخمة في قطاع النفط، بالتعاون مع أرامكو. بالإضافة إلى مشروعات في التعليم والصحة والبلديات. كما تعرف المجموعة اليوم بأنها واحدة من أعرق الشركات العائلية في السعودية.
إسهاماته عبدالله فؤاد
لم يقتصر تأثير عبدالله فؤاد على قطاع الأعمال فحسب، بل كان من رواد العمل الخيري والتنموي في المنطقة الشرقية. كما أسس في الدمام مدرسة أهلية مجانية لخدمة الطلاب ذوي الدخل المحدود. وكانت تقدم تعليمًا عصريًا بمستوى متميز، وتدعمهم بالكتب والمستلزمات.
كما قام بتمويل إنشاء مراكز صحية، وحملات لمحو الأمية، ودعم العديد من الجمعيات الخيرية، منها جمعيات لرعاية الأيتام والمعاقين. وقد ترك بصمة واضحة في تعزيز ثقافة الاستثمار المجتمعي حيث آمن بأن النجاح في الأعمال لا يكتمل إلا بالعطاء المجتمعي.
نال عبدالله العديد من الجوائز وشهادات التقدير من جهات حكومية وتجارية تقديرًا لإسهاماته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تم تكريمه في عدة مؤتمرات كرجل أعمال رائد وصاحب تجربة ملهمة في تحويل التحديات إلى فرص.
وفاته وإرثه
ويقول الدكتور عبدالله الحيدري، أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة الملك سعود، إن قصة عبدالله فؤاد تجسد مسيرة التحول في المملكة من اقتصاد محدود إلى اقتصاد منتج. لقد شكل علامة فارقة في قطاع المقاولات، وكان من أوائل من دمجوا بين الريادة التجارية والمسؤولية الاجتماعية.
توفي عبدالله فؤاد في عام 2015، لكن إرثه ما يزال حيًا في الدمام والمنطقة الشرقية. فلا تزال مؤسساته التجارية والاجتماعية نشطة. ويحمل اسمه مجمع تجاري ومركز للمزادات ومرافق تعليمية تقديرًا لما قدمه لوطنه ومجتمعه.