أطلال قصر رقادة: بوابة إلى التاريخ
تقع أطلال قصر رقادة على بُعد تسعة كيلومتراتٍ جنوب القيروان في تونس. يعود تاريخ هذا القصر إلى العصور الإسلامية، وهو يحمل في جدرانه أسرارًا وروايات تروي قصة الحضارة والفن والعلم.
الهندسة المعمارية لـ قصر رقادة
قصر رقادة هو بناء مستطيل يحيط به سور خارجيّ يدعمه أبراج نصف دائرية. يتميز بُرج المدخل بتصميمه الربع داخلي، ويُوجّه مدخل القصر نحو الشرق. الباب العريض يقود إلى دهليزٍ يميل إلى اليسار، ويؤدي تحت سقيفة إلى السّطح. تجد في جانب الدّهليز الأيمن ماجلًا للماء، وقد فرش الصحن بالآجر الأغلبي، ويحتوي على ماجل كبير لخزن الماء.
الفن والزخارف
تفتح أبواب الغرف كلها إلى الصّحن، وبعضها مزيّن ببقايا تبليط بالآجر. تمر أمام الغرف بقايا أعمدة، ممّا يدل على وجود رواق كان يُظلّل الجهات الثلاث المُعرّاة. الجدران المضافة للقصر تحمل زخارفًا من الفخار والجص، تُمثّل وريدات وزخارف نباتية وهندسية. الزليج البرّاق يُشبه الزليج المحيط بمحراب جامع القيروان، ممّا يُظهر تفرّد هذا المكان.
الأساطير والتاريخ
يُعتقد أنّ هذا هو قصر الصّحن الذي شهد جريمة قتل مأساوية. حينما أراد المهدي الفاطمي قتل أبي عبد الله الشيعي، أمر بالكمين خلف قصر الصحن. وعندما مرّ أبو عبد الله الشيعي وأخوه أبو العباس، طعنوهما بالرّماح حتى فارقا الحياة. يقع الحفير المذكور وراء القصر، وهو مكان يحمل تاريخًا مليئًا بالأسرار والأحداث.