الحرفيون في مصر.. المهندسون الذين شيدوا أشهر معالم القاهرة المحروسة
أسماء صبحي
الحرفيون، هؤلاء المهندسون الذين شيدوا القاهرة وجملوها بالعمائر التي نشاهد بعضها إلى اليوم. يعوزهم طوائف النحاتين والبنائين والمرخمين والنجارين وغيرهم من أصحاب المهن والحرف الأخرى.
أشهر الحرفيون في القاهرة
ومما يؤسف له أنه لم يصلنا أسماء الكثير منهم، فمن البنائين والنحاتين: حاتم البنا وابنه من بنائي الفاطميين. وأسرة المعلم يونس البرلسي وقد أسهمت في بناء مسجد أحمد البجم بأبيار سنة 1041هـ (1631).
ومن المرخمين محمد بن أحمد وأحمد زغلش الشامي، وقد كتبا إسميهما على جانبي باب قصر قوصون (ح 1338م). وهو باب جميل لاشتماله على مقرنصات وكتابات دقيقة. وعبد القادر النقاش الذي قام بنقش رخام مدرستين من أفخم مدارس دولة المماليك الشراكسة وهما مدرستا قجماس الأسحقي وأبي بكر مزهر.
كما كتب اسم عبدالقادر النقاش في مسجد قجماس المنشأ سنة 885/886هـ (1480/81) في دائرة زخرفية بتجويفة المحراب طرداً وعكساً بما نصه “عمل عبد القادر النقاش”. وكتبه بشكل زخرفي آخر في خواصر العقود، وكذلك كتب اسمه في خواصر عقود المدرسة المزهرية، وفي جحور الشبابيك. وهناك أيضاً المرخم علي بولاقي الذي نقش اسمه على شاهد قبر إسماعيل بك دفتر دار مصر (ت 1132هـ/1720).
أشهر النجارين
ومن النجارين فقد وصل إلينا أسماء كثيرة منهم، نذكر: محمد بن عينو أحد نجاري جامع ابن طولون، وقد كتب اسمه بالكوفية على ظهر ألواح الآزار الكوفي وعلى بعض أجزاء السقف. وعبيد النجار المعروف بابن معالي وهو الذي صنع تابوت الإمام الشافعي سنة 574هـ (1178) في أيام صلاح الدين. وهو تحفة بديعة جداً ويعتبر من أرقى نماذج أعمال النجارة والحفر في الخشب، وقد كتب الصانع اسمه في الطرف العلوي للغطاء الهرمي وبخط صغير.
والنجار أحمد بن عيسى بن أحمد الذي صنع منبر مدرسة أبي بكر مزهر بحارة برجوان التي بنيت في سنة 884هـ (1479) وله منبر آخر في جامع الغمري. والنجار علي بن طنين صانع منبر مسجد أبي العلاء الذي شيد حوالي سنة 890هـ (1485) وهو منبر تميز بتقاسيم ريشتي جانبيه ويعتبر مثالاً لأعمال النجارة في دولة المماليك الشراكسة.
أما المكفتون والنحاسون فكثيرون وقد غلينا طائفة من أعمالهم الفنية المحفوظة في متاحف العالم. ومنهم أحمد بن باره الموصلي الأصل الذي صنع صندوقاً للربعة الشريفة، مكفتاً بالذهب والفضة باسم الناصر محمد ابن قلاوون في سنة 723 (1323). وهو الآن مودع بمكتبة الجامع الأزهر، وبدر بن أبي يعلا صانع الثريا الكبيرة الموجودة في متحف الفن الإسلامي. وهي من النحاس الأصفر ومكونة من خمس طبقات وهي باسم الأمير قوصون مؤرخة سنة 730هـ (1330) .
