تاريخ ومزارات

الكحك والأسماك المملحة.. أكلات المصريين القدماء في الأعياد

مع حلول عيد الفطر المبارك، تتصدر المائدة المصرية مجموعة من الأطعمة التي اقترنت بهذه المناسبة عبر العصور، في مقدمتها الكحك والأسماك المملحة كالرنجة والفسيخ، إلى جانب مأكولات أخرى مفضلة، أما في عيد الأضحى، فتتربع الفتة واللحوم على عرش الأطباق، بينما تعود الأسماك المملحة مرة أخرى إلى الواجهة خلال احتفالات شم النسيم، مصحوبة بالبيض الملون، فهل هذه العادات حديثة، أم أن جذورها تمتد إلى أعماق التاريخ، وتحديدًا إلى عهد المصريين القدماء الذين كان لهم طعامهم الخاص في الأعياد والمناسبات؟

مآدب مقدسة وقرابين الآلهة

بحسب ما ذكره عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير في مقال سابق بعنوان “ماذا كان يأكل ويشرب المصريون القدماء؟”، فإن الاحتفالات والأعياد في مصر القديمة كانت ترتبط بإعداد الولائم الضخمة لتكريم الآلهة والاحتفال بالمناسبات الكبرى، وكانت هذه الولائم تتضمن قرابين تقدم إلى الآلهة، تشمل الخبز، والجعة، والنبيذ، والفواكه، والخضراوات، واللحوم، وعلى رأسها الإوز المشوي الذي كان يعتبر من ألذ الأطعمة، ويقدم عادة في الأعياد والاحتفالات الكبرى.

كحك العسل… جذور ممتدة عبر الزمان

ويتابع الدكتور عبد البصير أن المصريين القدماء كانوا يستمتعون كذلك بكحك العسل، الذي كان يعتبر من الحلوى الشهية خلال الأعياد، ويصنع من مزيج من العسل والدقيق والتوابل. هذه الحلوى تعكس بوضوح الارتباط التاريخي بين عادات اليوم وعادات الأجداد.

الخضروات المحشوة والفواكه المجففة

كما كانوا يبتكرون أطباقًا متنوعة مثل الخضار المحشو، حيث كانوا يقومون بتجويف أنواع مختلفة من الخضروات كالكراث والبصل والقرع، وحشوها بخليط من الحبوب والأعشاب والتوابل، ثم خبزها أو تحميصها، وكانوا أيضًا يحتفظون بالفواكه بطريقة فنية عبر تجفيفها أو نقعها في العسل أو الشراب، لإنتاج أطعمة مجففة حلوة تستهلك على مدار العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى