تاريخ ومزارات

أبراج الكويت.. تحفة معمارية شاهدة على نهضة حديثة

أميرة جادو

تزخر الكويت بمعالم تاريخية تعكس تعاقب الحقب الزمنية عليها، فمنها ما يعود لآلاف السنين عندما استوطنت مجموعات بشرية مناطقها المطلة على الخليج العربي، ومنها ما يرجع لمئات السنين مثل السور القديم، ومع ذلك، تبقى أبراج الكويت الثلاثة أيقونة البلاد بلا منازع، إذ أصبحت رمزًا للنهضة الحديثة وواجهة معمارية مميزة تزين الأفق الكويتي.

أبراج الكويت  الأهرامات العصرية

على الرغم من أن أبراج الكويت لم يمضِ على بنائها سوى عقود قليلة، إذ تم الانتهاء من تشييدها عام 1979، فإنها سرعان ما أصبحت المعلم الأكثر شهرة في الكويت، فقد غدت أيقونة بصرية تتصدر الصور الفوتوغرافية والانطباعات الذهنية عن البلاد، تمامًا كما تحظى الأهرامات الفرعونية بشهرة عالمية عند الحديث عن مصر.

ومع تزامن إنشاء الأبراج مع الطفرة النفطية التي شهدتها الكويت في السبعينيات، اعتمدت وسائل الإعلام العالمية والعربية صور الأبراج كرمز للتطور العمراني والاقتصادي في البلاد، فظهرت في التقارير التي تناولت الازدهار الكويتي والنمو المتسارع في مختلف القطاعات.

إطلالة بانورامية على الخليج

تقع أبراج الكويت في منطقة “شرق” بالعاصمة، مقابل قصر دسمان التاريخي، وتطل مباشرة على الخليج العربي، مما يتيح لزوارها الاستمتاع بإطلالة بانورامية مذهلة على البحر ومدينة الكويت، كما تحتضن الأبراج مجموعة من المطاعم والمجالس الفاخرة التي توفر تجربة سياحية فريدة.

يتألف البرج الرئيسي، وهو الأكبر، من طابق أرضي يحتوي على قاعة متعددة الاستخدامات، وتعلوه كرتان زجاجيتان بتصميم هندسي مميز. تضم الكرة الأولى، وهي الأكبر، مجموعة من المطاعم والمقاهي، إضافة إلى قاعة للمناسبات، بينما يخزن الجزء السفلي منها نحو 4500 متر مكعب من المياه. أما الكرة الثانية، وهي الأصغر، فتنقسم إلى جزأين؛ جزء ثابت على ارتفاع 120 متراً، وآخر متحرك يرتفع إلى 123 متراً ويدور دورة كاملة كل نصف ساعة، مما يمنح الزوار فرصة مشاهدة العاصمة من مختلف الزوايا باستخدام التليسكوب المخصص للمراقبة.

تصميم مستوحى من التراث

يتميز البرج الأوسط عن غيره بكونه خزانًا للمياه بالكامل، بسعة تصل إلى 4500 متر مكعب، ويبلغ ارتفاعه 147 متراً، حيث يمد الأبراج والمنطقة المحيطة بالمياه العذبة. أما البرج الصغير، الذي يبلغ ارتفاعه 113 متراً، فيؤدي وظيفة الإضاءة، حيث يعمل على إنارة الأبراج الأخرى والمنطقة المحيطة، ليكمل بذلك الصورة الجمالية لهذا المشروع المذهل.

تكتسي كرات الأبراج بألوان زاهية تعكس لون السماء والبحر، فيما تتغير إضاءتها ليلاً وفق المناسبات الوطنية والاحتفالات التي تشهدها البلاد، مما يمنحها طابعًا حيويًا متجددًا، ويعود تصميم الأبراج إلى شركة سويدية استلهمت أشكالها من المبخر والمرش والمكحلة، وهي أدوات تراثية كويتية تستخدم لنشر العطر والبخور، ما يرمز إلى ارتباط المشروع بهوية الكويت وتاريخها العريق.

معلم سياحي يعكس تطور الكويت

تمثل أبراج الكويت اليوم أكثر من مجرد تحفة معمارية، فهي رمز للتطور والنهضة الاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي، كما أنها أحد أبرز الوجهات السياحية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ومن خلال موقعها الاستراتيجي وتصميمها الفريد، تظل الأبراج الثلاثة شاهدة على التحولات الكبرى التي مرت بها الكويت، وتحمل في طياتها قصة نجاح امتدت لعقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى