أسمى رزق طوبي.. رائدة الصحافة والأدب التي لم تطفئ الغربة شعلتها

ولدت أسمى رزق طوبي عام 1905 في مدينة الناصرة، تلك المدينة التي أشرقت منها أنوار الحضارة والسلام. درست المرحلة الابتدائية في المدرسة الإنجليزية. ثم شقت طريقها في عالم الصحافة والأدب، لتصبح واحدة من أبرز الكاتبات والصحفيات الفلسطينيات في عصرها.
من عكا إلى بيروت.. رحلة نضال بالقلم
بعد زواجها من إلياس نقولا خوري، انتقلت إلى عكا، حيث انخرطت في العمل الاجتماعي والثقافي، فدرست القرآن الكريم لتتقن اللغة العربية، وانضمت إلى اتحاد المرأة في عكا، الذي تولت رئاسته لاحقًا. كما لعبت دورًا بارزًا في رئاسة جمعية الشابات الأرثوذكسيات وجمعية الشابات المسيحيات.
لكن عام 1948 قلب حياتها رأسًا على عقب، فقد أجبرتها نكبة فلسطين على مغادرة وطنها، تاركة خلفها كتابها (المرأة العربية في فلسطين) الذي كان في المطبعة. استقرت في بيروت. لكنها لم تستسلم للمنفى، بل واصلت مسيرتها الصحفية، فحررت الصفحة النسائية في جريدة (كل شيء) ومجلة (الأحد)، وعملت في الإذاعة اللبنانية، بعد أن كانت تذيع أحاديثها في (هنا القدس) وإذاعة الشرق الأدنى بيافا قبل النكبة.
إبداع متجذر في المسرح والصحافة
لم تكتفي أسمى طوبي بالصحافة، بل دخلت عالم المسرح، فبدأت بكتابة وإخراج المسرحيات منذ عشرينيات القرن الماضي، وكانت تعرض عملين سنويًا، محولة منزلها إلى ورشة فنية تتدرب فيها الشابات على التمثيل. من ريع هذه العروض، كانت تمول اتحادها النسائي، ما جعلها شخصية استثنائية في العمل الاجتماعي والثقافي.
أما على صعيد الكتابة، فقد أصدرت العديد من الكتب والمقالات، بالعربية والإنجليزية. وتنوعت أعمالها بين المسرحيات والروايات والمقالات الأدبية. ومن أشهر مؤلفاتها: حبي الكبير، أصل شجرة الميلاد، مصرع قيصر روسيا وعائلته. الفتاة وكيف أريدها، صبر وفرج، المرأة العربية في فلسطين، نفحات عطر، أحاديث من القلب، والدنيا حكايات.
تكريم يليق بمسيرتها
حظيت أسمى طوبي بتقدير كبير خلال حياتها وبعد وفاتها. فقد منحت وسام قسطنطين الأكبر اللبناني عام 1973. ثم كرمت بعد وفاتها بمنحها وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990. اعترافًا بإسهاماتها في الدفاع عن الهوية الثقافية الفلسطينية.