عائلة الزهير: إرث تجاري وسياسي رائد في العالم العربي

تعتبر عائلة الزهير من أعرق العائلات العربية ذات الأصول الخليجية. ويعود تاريخها إلى منطقة الجزيرة العربية قبل أن تستقر في الكويت في القرن الثامن عشر. كما اشتهرت العائلة بتأسيس واحدة من أكبر شبكات التجارة الإقليمية، التي امتدت من الهند شرقًا إلى أفريقيا غربًا. حيث لعبت دورًا كبيرًا في تنشيط التجارة البحرية عبر الخليج العربي والمحيط الهندي.
إسهامات عائلة الزهير
برزت العائلة كواحدة من أهم العائلات التجارية في المنطقة. حيث اشتهرت بتجارة اللؤلؤ خلال القرن التاسع عشر. كما كانت من أوائل المستثمرين الذين دعموا قطاعي الصناعة والبنوك في الكويت. وساهمت في تأسيس مشاريع اقتصادية مهمة، مثل شركة النقل البحري وشركات النفط، التي أصبحت لاحقًا العمود الفقري للاقتصاد الكويتي.
إلى جانب إنجازاتها الاقتصادية، لعبت ااعائلة دورًا محوريًا في الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت. كما برز منها أحمد عبد العزيز الزهير، الذي كان أحد مؤسسي المجلس التشريعي الكويتي في ثلاثينيات القرن العشرين. وعرف أحمد الزهير بدعمه للاستقلال وتعزيز سيادة القانون في البلاد. وكان من الشخصيات الوطنية التي ساهمت في وضع الأسس الدستورية للكويت الحديثة.
إسهامات ثقافية وتعليمية
لم تقتصر إنجازات عائلة الزهير على الاقتصاد والسياسة، بل امتدت إلى المجال الثقافي والتعليمي. حيث كانت العائلة من أوائل الداعمين لإنشاء المدارس والمكتبات العامة. وساهمت في دعم التعليم في الكويت من خلال تقديم منح دراسية للطلاب داخل وخارج البلاد. كما دعمت نشر الكتب وإقامة الفعاليات الثقافية، مما جعلها من العائلات الراعية للثقافة في المنطقة.
ويقول الباحث الكويتي الدكتور جاسم العبد الله، إن عائلة الزهير تميزت بإرثها التجاري والسياسي المتداخل. حيث استطاعت أن تجمع بين التجارة والاستثمار من جهة، والعمل الوطني والمجتمعي من جهة أخرى. مما جعلها نموذجًا يحتذى به في الخليج العربي.
وأضاف ان الزهير تعد من الركائز الأساسية في تاريخ الكويت والخليج. إذ ساهمت بجهودها الاقتصادية والسياسية والثقافية في بناء المجتمع الكويتي الحديث وتعزيز مكانته الإقليمية.