
سيناء – محمود الشوربجي – في سيناء أسرار مكنونة، بلاد متسعة لا تبوح بسرها، لكنها موضع اكتشاف واستطلاع دائم، وأبرز أسرارها جبل لبني ابن جبل الحلال، الجبل الذي ذاع سيطه في مطلع القرن الـ21، وبات الجبل ومحيطه سرًا ولغزًا.
ومن أشهر جبال وسط سيناء، جبلي لبني والحلال، ويقع لبني شرق مصنع أسمنت سيناء، وإلى الشمال الغربي من جبل الحلال، قيل بأنه يحمل اسم أنثى ولا أظن ذلك، وعرف قديماً باسم ”البني” أي الإبن لجبل الحلال، وفي لهجة أهل سيناء تدغم الألف فيقال لولاد بدلاً من الأولاد كمثال، وينطقه أهل العريش ”جبل لِبْنِي” وينطقه بدو سيناء ”جبل لِبْنَيّ “.
كما ذكر المهندس الجيولوجي عمر الكاشف، في تقارير سابقة، أن جبل لبني بمحافظة شمال سيناء يحتوى على ملايين الأطنان من خامات الأسمنت الحجر الجيري عالي الجودة ويصلح لإنتاج جميع أنواع الأسمنت (الرمادى والأبيض) ، ويبلغ متوسط مساحة الجزء الظاهر من الجبل 28 كم2 ، يبلغ متوسط سمك الجزء الظاهري من الخام 75 م.
كما أن الجبل يحتوي على التربة الزلطية التي تستخدم في إنشاء الطرق، وهي مركزاً لتقاطع الطرق في قلب سيناء وعلى هضبة متعرجة السطح تمتد عرضا لمسافة 12 كم ويقع جبل لبنى في شمالها وتلتقي الطرق الآتية من أبو عجيلة وبئر لحفن وبئر الحسنة والجفجافة شرق الهضبة.
معركة جبل لبنى
وأثناء الحرب كان جبل لبنى – ابن جبل الحلال – ضمن المسئولية الدفاعية للفرقة المصرية الثالثة التي كانت بقيادة عثمان نصار. وبعد انسحاب الفرقة تم إرسال لواء مصري بقيادة عميد ممتاز وكفء. وهو الفريق فيما بعد عبد المنعم واصل الذي قاد الجيش الثالث أثناء حرب أكتوبر. وخلال الإحتلال الإسرائيلي دارت معركة كبيرة عرفت بـ “معركة جبل لبنى”.
جبل الحلال
بينما “جبل الحلال” هو جبل عظيم على نحو 80 كم من مدينة نخل إلى الشمال الشرقي. ويبعد عن مدينة العريش بنحو 60 كم شمالاً. والسبب في تسميته بهذا الاسم لوجود المراعي الكبيرة فيه للإبل والأغنام التي تعرف لدى البدو بالحلال.
كما ذكر عن الحلال في لهجة بدو سيناء هو كل ما يمتلكه البدوي من إبل وخيل وغنم وخراف. وهناك بعض القبائل تسميه دَبَش بفتح الدال والشين ). وفي جبل الحلال ينصبون مضاربهم ويطلقون حلالهم للرعي. ويمتلئ الجبل بالمغارات المهجورةً، ويعتبر الجبل امتداداً لقمم جبال «الحسنة والقسيمة وصدر الحيطان والجفجافة والجدي».
وهو عبارة عن مجموعة من التلال المرتفعة والغنية بكافة الثروات المعدنية والأحجار الطفلية الجيرية والرمل الزجاج والجبس. وتفصل الهضاب عن بعضها مساحات من الرمال، وأعلى الجبل أشجار برية تسقى على ماء المطر. ولا يوجد في الجبل مصدر للمياه إلا بئر روماني قديم ، رائع المنظر منقوشا علي أحد جوانبه اسم عائلة “الدلح”. التي أعادت إحياء البئر قبل أكثر من 80 عاما .
بئر جوفي روماني قديم
ويحتوي جبل الحلال على دروب لا يعرفها سوى البدو الذين يقطنون تلك المنطقة الصعبة، وهم قبائل «التياهة والنخالوة والترابين». وهو ما جعله مكاناً مناسباً لمقاومة القوات الإسرائيلية بعد هزيمة يونيه 1967 ميلادية . حيث تمركز في الجبل، الفدائي محمود السواركة وعناصر منظمة سيناء العربية، والتي أرقت مضاجع القوات الإسرائيلية، لتفشل في اقتحام الجبل عدة مرات، وتكبدت خسائر فادحة، جعلت جبل الحلال هو المنطقة المحررة الوحيدة في سيناء بعد الهزيمة.