حوارات و تقارير

شونة الزبيب في أبيدوس: رحلة إلى أعماق الأسرار الجنائزية في مصر القديمة

تعتبر شونة الزبيب واحدة من أبرز المعالم الأثرية في صعيد مصر، وتسلط الضوء على الحضارة المصرية القديمة ومعتقداتها الجنائزية، كما تقع في منطقة أبيدوس بمحافظة سوهاج. وتعود بتاريخها إلى عصر الأسرة الثانية حوالي عام 2700 قبل الميلاد، كما أمر ببنائها الملك خع سخموي، آخر ملوك هذه الأسرة. ليؤكد مكانتها كصرح يعكس تطور العمارة الدينية في مصر القديمة وتأثيرها على الطقوس الملكية التي ارتبطت بالعبادات الجنائزية.

تاريخ شونة الزبيب في أبيدوس

كما تمثل شونة الزبيب موقعًا فريدًا بمواصفات معمارية مثيرة، حيث بنيت بالكامل باستخدام الطوب اللبن المقوى. يتكون هذا الصرح من جدارين مستطيلين متداخلين، يشبهان تصميم صندوق الأحذية. حيث يبلغ قياس الجدار الخارجي 137 مترًا طولًا و77 مترًا عرضًا بارتفاع يصل إلى 12 مترًا. أما الجدار الداخلي فيمتد بطول 123 مترًا وعرض 56 مترًا بارتفاع 8 أمتار، الواجهة الخارجية للجدار حُفرت بدقة لتحاكي واجهة القصور الملكية. مما يبرز رمزية المعمار في هذه الفترة. يحتوي الموقع على مدخلين رئيسيين، أحدهما في الزاوية الشرقية والآخر في الزاوية الشمالية، وكانا مزودين بأبواب حجرية ضخمة لم تحدد طبيعة المواد المستخدمة فيها حتى الآن.

كما تكشف المنطقة الداخلية لشونة الزبيب عن ساحة واسعة، لكنها تخلو من أي مبانٍ رئيسية أو هياكل ضخمة تشير إلى وجود معبد أو ضريح. الحفريات الحديثة قدمت معلومات جديدة عن الموقع. ففي عام 1988 اكتشف عالم المصريات الأسترالي ديفيد أوكونور عنصرًا غامضًا على هيئة مربع مسطح مغطى بطوب اللبن، يعتقد أنه يحمل أهمية جنائزية لم تتضح معالمها بعد. وفي الجزء الجنوبي الشرقي من الموقع، تم العثور على بقايا كنيسة صغيرة من الطوب اللبن. كما تعد المبنى الديني الوحيد الذي تم التعرف عليه داخل الموقع، وتضيف بعدًا آخر لفهم استخدامات المكان في عصور مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى