أهم الاخبارالمزيدحوارات و تقارير
أخر الأخبار

سعد الدين الشاذلى القائد العسكرى الذى خطط لعبور القناة وتحطيم خط بارليف

شيماء طه

سعد الدين الشاذلي هو شخصية استثنائية في التاريخ العسكري المصري، حيث يُعتبر مهندس حرب أكتوبر 1973 التي إستعادت لمصر الكثير من كرامتها العسكرية والسياسية .

وأسمه الحقيقي سعد الحسيني الشاذلي قائد عسكري مصري برتبة فريق، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973 ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري .

نشأته

وُلد الشاذلي في قرية شبراتنا، مركز بسيون، بمحافظة الغربية في مصر عام 1922، ينتمي إلى أسرة مصرية متوسطة، التحق بالكلية الحربية عام 1939 وتخرج منها في عام 1940. شقّ طريقه سريعًا في السلك العسكري بسبب تميزه، وخدم في العديد من القطاعات القتالية، خصوصًا في القوات المحمولة جوًا ،عرف الشاذلي بنزعته الإبتكارية وقدرته على القيادة في المواقف الصعبة.

حياته المهنية قبل حرب أكتوبر

سعد الشاذلي شارك في العديد من الحروب التي خاضتها مصر قبل حرب أكتوبر، بما في ذلك حرب فلسطين 1948 وحرب السويس عام 1956. ومع ذلك، برزت قدراته القيادية بشكل خاص في حرب اليمن (1962-1967) عندما تولى قيادة القوات المصرية هناك .

أهم محطة قبل حرب أكتوبر كانت توليه قيادة “اللواء الأول” لقوات المظلات، حيث عُرف بأسلوبه المميز في التدريب والقيادة، ما جعله معروفًا داخل القوات المسلحة المصرية.

دوره في حرب 1967

خلال حرب يونيو 1967 تولى الشاذلي قيادة قوات مصرية في سيناء، وتمكن من تنظيم إنسحاب تكتيكي ناجح لقواته عبر الحدود الغربية لقناة السويس، فيما اعتُبر من أفضل الإنجازات في تلك الحرب المأساوية.

لم يكن الجيش المصري مستعدًا بشكل كامل لمواجهة الجيش الإسرائيلي في تلك الفترة، ومع ذلك، تمكن الشاذلي من إنقاذ وحدته بنجاح وتجنب الكثير من الخسائر.

التخطيط لحرب أكتوبر 1973

بعد تعيينه رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في مايو 1971، أصبح سعد الشاذلي العقل المدبر وراء الاستعدادات لحرب أكتوبر 1973.

كان دوره محوريًا في وضع خطة العبور لقناة السويس وتحطيم خط بارليف، وهي الخطة التي سُمّيت “المآذن العالية”. وقد ركزت هذه الخطة على إستغلال عنصر المفاجأة والهجوم المباغت على القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل سيناء منذ 1967.

أهم عناصر خطة الشاذلي

العبور السريع لقناة السويس
باستخدام أطواف ومعدات متقدمة لعبور القوات المشاة والدبابات.

تحطيم خط بارليف باستخدام خراطيم مياه قوية لفتح ثغرات في الساتر الترابي الحصين.

التقدم المحدود

كان الشاذلي ضد فكرة التوغل العميق في سيناء قبل تأمين الخطوط الخلفية، وذلك للحفاظ على قوة الجيش وتجنب الوقوع في فخ الدفاع الإسرائيلي المتين في عمق سيناء.

خلافاته مع القيادة السياسية والعسكرية

بعد الانتصارات الأولية في أكتوبر، ظهرت خلافات بين الشاذلي والرئيس أنور السادات حول كيفية إدارة العمليات.

الشاذلي كان يعارض بشدة قرار السادات بدفع القوات المصرية للتوغل شرقاً داخل سيناء، وهو ما أدى إلى ثغرة “الدفرسوار” الشهيرة التي اخترق فيها الجيش الإسرائيلي الدفاعات المصرية وكاد أن يطوق الجيش المصري.

بعد الحرب، تم إبعاد الشاذلي عن المشهد العسكري، حيث تم تعيينه سفيراً لمصر في بريطانيا ثم البرتغال.

إلا أن الخلافات بينه وبين السادات استمرت، خاصة بعد أن ألف الشاذلي كتابه “مذكرات حرب أكتوبر” الذي انتقد فيه بشكل صريح القرارات السياسية والعسكرية للسادات أثناء وبعد الحرب.

وفاته وإرثه

توفي الفريق سعد الدين الشاذلي في 10 فبراير 2011، في نفس يوم تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم بعد ثورة 25 يناير .

إرثه العسكري وكتابه “مذكرات حرب أكتوبر” يعتبران مرجعين مهمين لفهم تلك المرحلة التاريخية الحاسمة من تاريخ مصر.

وعلى الرغم من التحديات والخلافات السياسية التي واجهها، ظل الشاذلي مثالاً للتفاني والإخلاص في خدمة الوطن.

إن مؤلفاته وتجاربه الحياتية توفر لنا رؤى قيمة حول التخطيط العسكري وفنون القيادة، مما يجعله أحد الأسماء الخالدة في التاريخ العسكري المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى