“ألغاز الرقم 72” شفرة الزمن في الحضارة المصرية القديمة
كتبت شيماء طه
الحضارة المصرية القديمة ليست مجرد مجموعة من المعابد والأهرامات المهيبة، بل هي منظومة متكاملة من العلوم والفنون التي جمعت بين الفلك والرياضيات والميتافيزيقا ، ومن بين أسرار هذه الحضارة العريقة يبرز الرقم “72” كرمز مقدس يحمل معاني علمية وروحانية تتجاوز الزمن والمكان، حيث يظهر إرتباطه بمعايير الزمن، الأرقام الهندسية، والأحداث الكونية.
1200 ثانية لتعامد الشمس : إشارة زمنية مذهلة
ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل تُعد من أبرز الشواهد على عبقرية المصريين القدماء. تستمر هذه الظاهرة لمدة 1200 ثانية (20 دقيقة)، وهي ليست مجرد مصادفة بل رمز دقيق يعكس فهم المصريين لدورة الزمن.
الرقم 1200 يمثل:
جزءاً من 72 جزءاً من طول اليوم الشمسي (24 ساعة × 60 دقيقة × 60 ثانية).
دليلاً على إرتباط المصريين القدماء بالدورة الزمنية الكبرى التي تجعل محور الأرض الشمالي يتحرك بمقدار درجة واحدة كل 72 سنة.
الهرم الأكبر والرقم 72
الهندسة المعمارية للهرم الأكبر تحمل العديد من الأسرار الرياضية المرتبطة بالرقم 72:
عندما نقسم طول قاعدة الهرم (440 ذراعاً ملكياً) على الرقم 72، نحصل على عدد الساعات في اليوم (24 ساعة).
باستخدام الذراع الملكي، إذا جمعنا ارتفاع الهرم (280 ذراعاً) وطول القاعدة (440 ذراعاً) وقسمنا الناتج على 72، نحصل على الرقم 10، وهو النظام العشري الذي يُعد من أهم إنجازات الفكر المصري القديم.
الرقم 72: مفتاح الزمن الكوني
المصريون القدماء فهموا أن الأرض تدخل عصراً جديداً من أبراج السماء كل 2160 سنة (72 × 30)، وهي دورة فلكية مرتبطة بحركة الأرض ومحورها.
هذا العلم الدقيق يعكس فهمهم العميق للكون وربطهم للحياة اليومية بحركة النجوم والكواكب.
إرتباط الرقم 72 بالعلوم التحوتية
يعتبر الرقم 72 أحد الأرقام المقدسة في التراث المصري المرتبط بالإله “تحوت”، إله الحكمة والفلك والرياضيات. يظهر هذا الرقم في :
تقسيم الزمن الكوني.
إبتكار النظام العشري المستخدم حتى اليوم.
فهم الحركة الفلكية ودورة الإعتدالين.
دلالة الرقم 72 في الحضارة المصرية
يجسد الرقم 72 قدرة المصريين القدماء على دمج العلوم الروحانية مع الرياضيات والفلك لتفسير أسرار الكون.
إنه رقم يعكس الحكمة الخالدة التي تركوها لنا، كما يعزز الإيمان بأن كل تفاصيل المعابد والأهرامات ليست عشوائية، بل رموز تحمل رسائل أعمق للبشرية.