قبائل و عائلات

رحلة الخولانيين إلى مصر وأثرهم التاريخي: من الفتح إلى الهجرات القديمة

مصر، تلك الأرض التي كانت ولايتين متعاقبتين تحت حكم الإمبراطوريات الكبرى؛ الأولى رومانية ثم بيزنطية بعد انتصار أغسطس قيصر على كليوباترا في معركة أكتيوم سنة 31 ق.م. كما استمرت تحت السيطرة الرومانية حتى جاء الفتح العربي الإسلامي عام 19هـ أو 21هـ. ومع بداية هذا الفتح، كان العديد من أفراد القوات العربية التي دخلت مصر ينتمون إلى القبائل العربية اليمنية. ومنها قبيلة خولان بن عمرو التي ساهمت في تحرير مصر من الحكم البيزنطي.

ما هي رحلة الخولانيين إلى مصر 

لكن السؤال الذي قد يطرحه البعض هو: هل كانت معرفة العرب بمصر مقتصرة على فترة الفتح الإسلامي. أم أن هناك صلات قديمة تربطهم بها؟ للإجابة على ذلك، نؤكد أن العرب لم يكونوا جاهلين بمصر. فقد كانت قوافلهم التجارية تتجه إليها منذ العصور القديمة. كما كانت الطرق التي يسلكونها تشمل البحر الأحمر ووديان الصحراء الشرقية. ويذكر المؤرخ الجغرافي سترابو أن مدينة قفط في صعيد مصر كانت “نصف عربية”. ما يدل على وجود علاقة قوية بين العرب ومصر منذ زمن بعيد.

أما بالنسبة للخولانيين تحديدًا، فإن معرفتهم بمصر تعود إلى فترات تاريخية قديمة للغاية. فقد شهدت الهجرات العربية القديمة من جزيرة العرب إلى وادي النيل في الألف الرابع قبل الميلاد. إذ استقرت بعض هذه الجماعات في مصر عبر قناة السويس أو من خلال مضيق باب المندب. وهو أحد أهم الممرات التجارية التي تربط جزيرة العرب بمصر. وفي هذا السياق، يشير العديد من الباحثين مثل تيودور الصقلي، المؤرخ ولسن، والعالم الأثري سايبس، إلى أن المصريين القدماء كانت لهم روابط وثيقة مع أهل اليمن، وكانوا يتأثرون بالحضارة اليمنية في العديد من جوانب الحياة.

وقد أكد الباحثون أيضًا أن القبائل اليمنية هاجرت إلى مصر في العصور القديمة. بما في ذلك قبيلة خولان بن عمرو. وفقًا للهمداني، فقد شهدت مصر هجرة بعض بطون قبيلة خولان قبل الإسلام. حينما قام عمرو بن زيد من بني سعد بن خولان بإخراج بني حي بن خولان إلى مصر. حيث تم تفريقهم في أنحاء متفرقة، وهو ما أسهم في زيادة الروابط بين اليمن ومصر قبل وصول الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى