الهوتو: أكبر جماعة عرقية في منطقة البحيرات العظمى بتقاليدها الفريدة وتاريخها المعقد
تعد جماعة الهوتو من أكبر المجموعات العرقية في منطقة البحيرات العظمى بوسط إفريقيا، حيث تنتشر بشكل رئيسي في رواندا وبوروندي، كما تمثل الهوتو 85% من إجمالي السكان، يليها التوتسي بنسبة 14%، وجماعة التوا التي تشكل 1%. كما تضم المنطقة أقليات مهاجرة من مالي والسنغال وغينيا والهند وباكستان، إلى جانب جالية عربية. وتسكن جماعة الهوتو في المناطق الجبلية والتلال.
مظهر الهوتو والتوتسي والتوا
تتميز جماعة الهوتو بقصر القامة ومظهرها الزنجي، بينما ينحدر التوتسي من أصول حامية نتيجة التزاوج المختلط، مما يمنحهم طول القامة والرشاقة، أما جماعة التوا، فهي تنتمي إلى الأقزام وتتميز بقصر شديد في القامة.
الأصل والتسمية
وفي هذا الصدد قالت رشا العشري الباحثة في العلاقات الدولية، يرجع أصل هذا الشعب إلى البانتو، وهو الاسم الأصلي لهم، تعني كلمة “ماو هوتو” في لغة التوتسي “الخادم”، حيث استخدمها التوتسي عند قدومهم إلى بوروندي لإطلاق تسمية على البانتو الذين كانوا يقدمون لهم الهدايا والأبقار لترسيخ نفوذهم. رغم محاولة البانتو رفض هذه التسمية، إلا أنها ظلت ملتصقة بهم وأصبحت تعبر عنهم.
اللغة
يتحدثون اللغة الكيروندية، وهي اللغة الرسمية في بوروندي، بالإضافة إلى اللغة السواحيلية المستخدمة في التجارة، واللغة الفرنسية التي يتحدثها قطاع واسع من السكان.
الدين
يدين غالبيتهم بالمسيحية الكاثوليكية، حيث يشكل الكاثوليك 60% من السكان، بينما يدين 10% بالإسلام و30% بالمسيحية بمذاهبها الأخرى. كما توجد أقليات تتبع ديانات محلية. وقد ساهمت الحركات التبشيرية المسيحية، خصوصًا الكاثوليكية، في زيادة الانقسام بينها وبين والتوتسي، مما أثار مخاوف الأخيرة من سيطرة الكنيسة في المناطق الجنوبية.
العادات والتقاليد
تتسم ثقافة الهوتو بالغنى في الفلكلور الشعبي والأساطير، حيث يظهر البطل الشعبي “ساماداري” كشخصية ساخرة من الأغنياء ومربي الماشية. وتتميز أزياؤهم التقليدية باستخدام جلود الحيوانات ولحاء الأشجار، إلا أن النمط الغربي بدأ يحل مكانها مع الحفاظ على الزخارف التقليدية مثل قلائد الخرز والأساور.
ومن أبرز عاداتهم الاحتفال بتسمية المولود بعد عزلة الأم وطفلها لمدة سبعة أيام، وتنظيم أنشطة جماعية للشباب مثل الرقصات التقليدية والطقوس الكنسية.
الاحتفالات والأعياد
يحتفل الهوتو بعيد الاستقلال البوروندي، عيد العمال، رأس السنة، والأعياد المسيحية الكبرى. كما يعتبر الطبل التقليدي رمزًا ثقافيًا بارزًا يستخدم في الاحتفالات الشعبية، حيث يرافق الرقص والموسيقى التقليدية.
تعرف جماعة الهوتو بلعبة “إجيسورو”، التي تعتمد على لوح خشبي وفاصوليا وتتنافس فيها الفرق بأسلوب فريد. أما الترفيه، فتسيطر عليه الأفلام الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى عشق سكان المنطقة لكرة القدم.
دور المرأة في المجتمع
تلعب المرأة دورًا محوريًا، خاصة في ظل النزاعات المسلحة. فعندما يقتل الرجال أو يسجنون، تتحمل المرأة مسؤولية الأسرة ورعاية الأطفال. تعمل النساء في الزراعة وإعداد الحقول، بينما يتولى الرجال والفتيان رعي الماشية. ومع ذلك، يظل مستقبل المرأة في التعليم والمشاركة السياسية غامضًا، ما يعكس التحديات التي تواجهها في مجتمع الهوتو.