حوارات و تقارير

وساطة قطر في مفترق طرق: تحديات جديدة تُعرقل جهود السلام في المنطقة

 

 

أعلنت الحكومة القطرية تعليق جهودها للتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرة إلى غياب الرغبة في التفاوض من كلا الطرفين.

 

ووفقاً لتقارير إعلامية، تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على قطر لإغلاق مكتب حماس في الدوحة، وهو ما نفته الخارجية القطرية مؤكدة استمرار دورها كوسيط.

 

صانعة السلام في الأزمات الدولية

لطالما لعبت قطر دور الوسيط في أزمات الشرق الأوسط والعالم، متصدرة جهود السلام الإقليمي والدولي:

– في نوفمبر 2023، استضافت مفاوضات أدت إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تم خلالها تبادل 105 رهائن إسرائيليين مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً.

– في 2020، توسطت قطر في اتفاق تاريخي بين حركة طالبان والولايات المتحدة، منهيةً حرباً استمرت 20 عاماً في أفغانستان.

– في 2023، قادت وساطة ناجحة لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران، وأخرى بين روسيا وأوكرانيا لاستعادة أطفال أوكرانيين نُقلوا إلى روسيا.

– في 2022، ساهمت قطر في تحقيق وقف إطلاق النار بين حكومة تشاد و40 جماعة معارضة.

– وفي 2010، لعبت دوراً رئيسياً في اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وجماعات مسلحة في دارفور.

انتقادات دولية وتحديات متزايدة

تواجه قطر انتقادات حادة من الحكومة الإسرائيلية، التي تتهمها بـ”رعاية جماعة إرهابية” بسبب استضافتها لمكتب حماس منذ عام 2012. وبحسب الباحث “إتش إيه هيلير”، جاء نقل مكتب حماس إلى الدوحة بالتنسيق مع الولايات المتحدة وربما إسرائيل، بعد خلاف الحركة مع النظام السوري.

 

ويرى هيلير أن قطر أسهمت في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في صراعات سابقة، لكن الوضع الحالي يبدو مختلفاً؛ إذ تركز إسرائيل على تعزيز أمنها، بينما تسعى حماس إلى ضمان بقائها.

 

مستقبل غامض لحماس في قطر

تتزايد التكهنات حول احتمال مغادرة حماس للدوحة ونقل مكتبها إلى دول أخرى مثل تركيا أو إيران. لكن هيلير يرى أن قطر تظل الخيار الأكثر أماناً لقادة الحركة، مشيراً إلى أن قادة حماس الذين غادروا الدوحة، مثل إسماعيل هنية أثناء زيارته لإيران، تعرضوا لتهديدات مباشرة من إسرائيل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى