قبيلة المور: حياة الصحراء الكبرى وتقاليدها العريقة
أسماء صبحي
تعد قبيلة المور واحدة من القبائل البدوية التي تنتشر في مناطق غرب ووسط أفريقيا، وبالأخص في منطقة الصحراء الكبرى، ويعيش أفراد قبيلة المور في عدة دول مثل موريتانيا، والجزائر، ومالي، والنيجر، والسنغال، وتعتبر من القبائل التي حافظت على تقاليدها الثقافية والحياتية رغم التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة على مر العصور.
أصل قبيلة المور
تعود أصول قبيلة المور إلى ما قبل الإسلام، وهم جزء من القبائل الأمازيغية التي سكنت شمال أفريقيا، ومع وصول الإسلام إلى المنطقة في القرن السابع الميلادي، تأثروا بالثقافة العربية، وأصبحوا جزءًا من العالم الإسلامي.
ولعبت قبيلة المور دورًا مهمًا في تاريخ المنطقة، سواء في الجوانب العسكرية أو التجارية، حيث سيطروا على بعض الطرق التجارية الهامة عبر الصحراء الكبرى.
يتحدث المور اللغة العربية بالإضافة إلى لغتهم الأم، “الشلحة”، وهي لغة أمازيغية، كما أن الثقافة المورية غنية جدًا، وتتميز بالعديد من العادات والتقاليد الخاصة مثل الشعر الشفهي، الذي يعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي للقبيلة. كما يشتهرون بموسيقاهم وأدواتهم الموسيقية الفريدة، مثل “الطبل” و”الربابة”.
الحياة البدوية
يعيش معظم أفراد القبيلة حياة بدوية، حيث يعتمدون بشكل كبير على الرعي والزراعة، وكانت القبيلة تاريخيًا مشهورة بتربية الإبل والماشية، واستخدمت هذه الحيوانات للتنقل عبر الصحراء الكبرى، ويعتمدون على أساليب خاصة في بناء خيامهم، التي تعرف بـ”الخيم الصحراوية” والتي تتناسب مع الظروف المناخية القاسية في الصحراء.
ومثل العديد من قبائل شمال أفريقيا، يعتبر الإسلام الدين الرئيسي للمور، ويتميزون بالتزامهم الشديد بالتعاليم الإسلامية، وقد تأثروا بالثقافة العربية الإسلامية في العديد من جوانب حياتهم اليومية، سواء في الممارسات الدينية أو العادات الاجتماعية.