حوارات و تقارير

تأثير فوز ترامب على الأسواق العالمية وصعود المؤشرات في البورصة المصرية

أسماء صبحي

شهدت الأسواق العالمية نشاطًا ملحوظًا وتقلبات كبيرة عقب الارتفاع في سعر الدولار الأمريكي، والذي جاء في خضم المنافسة الحادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات الأمريكية لعام 2024، وأظهرت نتائج هذه الانتخابات تقدمًا كبيرًا لدونالد ترامب، مما أثر بقوة على الأسواق العالمية، خاصةً الأسواق الناشئة مثل السوق المصرية.

أهمية الدولار الأمريكي

يلعب الدولار الأمريكي دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي نظرًا للهيمنة الكبيرة للشركات الأمريكية في التجارة الدولية وثقة المستثمرين في الأصول المقومة بالدولار، وهذه العلاقة الوثيقة تؤدي إلى تأثيرات مباشرة على اقتصاديات الدول الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على الدولار في التجارة والسياسات النقدية.

لذا، فإن تقلبات قيمة الدولار تؤثر بشكل ملحوظ على أسواق تلك الدول، إذ تؤدي صعودًا وهبوطًا إلى تغيرات ملحوظة في الأسواق المالية والتجارية.

وحقق فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية تأثيرًا ملموسًا على الأسواق الناشئة، بما في ذلك البورصة المصرية التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في مؤشراتها، ويعزو خبراء المال هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها محلية وعالمية، ساهمت في تحسين ثقة المستثمرين ودعم عمليات شراء الأسهم والسندات.

ومن بين العوامل المحلية التي دعمت ارتفاع البورصة، كانت ترقية مؤسسة “فيتش” للتصنيف الائتماني لمصر من «+E» إلى «B»، وهو ما عزز ثقة المستثمرين الأجانب وشجع على زيادة استثماراتهم في الأسهم والسندات الدولارية المصرية.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت زيارة كريستالينا جورجييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، لمصر تأثيرًا إيجابيًا بعد أن توقعت نمواً اقتصادياً يصل إلى 4.2%، مما زاد من ثقة المستثمرين في السوق المصري وأسهم في تحسين المؤشرات العامة للبورصة.

التأثيرات العالمية لفوز ترامب على البورصة

ومن جهته، أوضح الدكتور محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن فوز ترامب أثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأسواق العالمية، حيث يعرف ترامب بتوجهاته التي تدعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتهدئة النزاعات، ما يخلق مناخًا مناسبًا للاستثمارات الأجنبية في الأسواق الناشئة، كما أن سياساته الاقتصادية التي تركز على تعزيز قطاع الأعمال الأمريكي أدت إلى ازدهار الأسهم الأمريكية، مما حفز المستثمرين الأجانب للبحث عن فرص جديدة في أسواق أخرى مثل السوق المصرية.

وأضاف عبدالهادي، أن سياسات ترامب الاقتصادية، التي تقوم على الحد من الدعم المالي المجاني للدول الخارجية والاعتماد على تحصيل العائدات، تعزز من قوة الاقتصاد الأمريكي وتجذب المستثمرين نحو الأسهم الأمريكية، وهذا الأداء الجيد للأسواق الأمريكية ينعكس بدوره على الأسواق العالمية، حيث يسعى المستثمرون للاستفادة من المكاسب المحققة هناك واستكشاف فرص جديدة في الأسواق الناشئة.

وتابع، إن الأداء الإيجابي للأسواق العالمية ساهم في تعزيز رغبة المستثمرين الأجانب في الاستثمار في الأسواق الناشئة لتحقيق عوائد جديدة، خاصة بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها البورصات العالمية، وهذا الاهتمام يدعم جاذبية الأسواق الناشئة، مثل مصر، التي توفر بيئة استثمارية واعدة مدعومة بارتفاع التصنيف الائتماني وزيادة الثقة الاقتصادية العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى