“زي النهاردة”.. أول عملية زرع قلب قرد لطفلة بشرية
أميرة جادو
في مثل هذا اليوم من عام 1984، قام الدكتور ليونارد ل. بيلي من المركز الطبي بجامعة لوما ليندا في كاليفورنيا، بإجراء أول عملية زرع قلب قرد إلى طفلة بشرية. الطفلة، التي عُرفت باسم “بيبي فاي”، كانت تبلغ من العمر 14 يومًا وتعاني من متلازمة نقص تنسج القلب الأيسر، وهو تشوه قلبي خطير يولد به بعض الأطفال حيث يفتقدون أجزاء من الجانب الأيسر من القلب.
تحديات الجراحة الفريدة
بعد أيام قليلة من ولادة بيبي فاي، أبدى الدكتور بيلي اقتراحه لوالدتها بإجراء تجربة فريدة تتمثل في زرع قلب قرد صغير بحجم حبة الجوز بدلاً من قلب طفلتها المعطوب. وافقت الأم على المحاولة، رغم أن عمليات زرع قلوب حيوانية للبشر قد تمت في ثلاث حالات سابقة، آخرها في عام 1977، ولم يعش أي من المرضى أكثر من 3 أيام ونصف.
منطق الطبيب وراء العملية
أوضح الدكتور بيلي أن جهاز المناعة لدى الرضع يكون أقل تطورًا، مما يجعلهم أقل عرضة لرفض الأنسجة الغريبة مقارنةً بالبالغين. ووفقًا لما ورد في موقع “History”، كان الأمل في أن تكون بيبي فاي قادرة على التأقلم مع القلب الجديد والاستمرار في الحياة لفترة أطول مما فعل غيرها من المرضى في الحالات السابقة.
كفاح بيبي فاي
بعد إجراء العملية، تمكنت بيبي فاي من العيش لفترة أطول من أي إنسان آخر تلقى قلبًا حيوانيًا. جذب نضالها من أجل الحياة اهتمامًا دوليًا، وأصبح اسمها معروفًا في جميع أنحاء العالم. ومع مرور الوقت، بدأت علامات الرفض تظهر، واضطر الأطباء إلى زيادة جرعات الأدوية المثبطة للمناعة. لكن هذه الأدوية تسببت في مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الفشل الكلوي.
النهاية الحزينة
بعد 20 يومًا من الجراحة، ومع بداية فشل القلب السريع، توفيت بيبي فاي في 15 نوفمبر. على الرغم من وفاتها، قدمت تجربتها مساهمة مهمة في فهم عمليات زرع الأعضاء واستخدام القلوب الحيوانية، مما مهد الطريق للتطورات المستقبلية في هذا المجال.