أم قيس بنت محصن: سيرة الصحابية التي حازت دعاء النبي بطول العمر

في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تألقت قصص العديد من النساء اللواتي كان لهنّ تأثيرٌ كبير في حياتهنّ وفي العصور التي تلت. يقدم الموقع سلسلة من الموضوعات لتسليط الضوء على دور هؤلاء النساء والأحداث التي ارتبطت بالدعوة الإسلامية وبالنبي.
أم قيس بنت محصن رضي الله عنها
وصفها النبي بقوله: “ما لها؟ طال عمرها.” وقد كانت من النساء اللواتي سارعْنَ إلى الإسلام وبايعن النبي مع قومها من بني أسد. حين اشتدت قريش في تعذيب المسلمين، أذن الله لهم بالهجرة، فخرجت أم قيس مع قومها مهاجرة إلى الله ورسوله.
روى محمد بن إسحاق في السيرة عن هجرة بني غنم بن دودان بأكملهم إلى المدينة مع النبي، ومنهم أم قيس. وسجل الشاعر أبو أحمد بن جحش تلك الهجرة بقصيدة قال فيها: “دعوت بي غنم لحقن دمائهم.. وللحق لما لاح للناس ملحب.”
مكانة آل محصن عند النبي
كان لعكاشة بن محصن مكانة خاصة، حيث دعا له النبي بأن يكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب. ولأم قيس أيضاً مكانة، فقد روت حادثة تبسم النبي عند دعائه لها بطول العمر.
كان النبي يرشد المسلمين إلى العلاجات الطبيعية، وأوصى أم قيس باستخدام العود الهندي لعلاج طفلها. روى عنها أنها دخلت على النبي بابن لها يشكو من ألم في الحلق، فأرشدها النبي إلى العلاج بالعود الهندي لفوائده السبعة.
دورها في العلم ورواية الحديث
توجهت أم قيس إلى العلم، وروت عن النبي 24 حديثاً، منها ما اتفق عليه البخاري ومسلم. ورُوي عنها العديد من الصحابة والتابعين.
كانت أم قيس من المعمِّرات بين الصحابة، ودعا لها النبي بطول العمر، وقد عاشت حياة طويلة سعيدة تحت عناية الله، حريصة على رضاه، مستفيدة من بركة دعاء النبي لها.



