حوارات و تقارير

خبراء يكشفون تداعيات نشر منظومة “ثاد” الأمريكية في إسرائيل

أسماء صبحي

في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، خاصة بين إسرائيل وإيران وأذرعها في المنطقة. أعلنت الولايات المتحدة عن نشر منظومة الدفاع الصاروخي المتقدمة “ثاد” في إسرائيل. هذا القرار أثار العديد من التساؤلات حول دوافعه وتوقيته، وأبعاده العسكرية.

بحسب خبراء عسكريين، فإن نشر منظومة “ثاد” يمثل إضافة نوعية لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، نظرًا لتهديدات إيران المتزايدة، لا سيما مع امتلاكها ترسانة صاروخية متقدمة. ويأتي نشر هذه المنظومة لتأمين مظلة دفاعية تحمي إسرائيل في حال قررت التصعيد ضد إيران.

من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أن هذا الانتشار قد يكون جزءًا من ضغوط أمريكية على إسرائيل لثنيها عن تنفيذ هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، تفاديًا لاندلاع حرب إقليمية واسعة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية رسميًا عن نشر بطارية “ثاد” وطاقمها في إسرائيل لتعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بناءً على توجيهات الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبموافقة وزير الدفاع لويد أوستن.

قرب تنفيذ الرد الإسرائيلي

يرى العميد اللبناني أندريه أبومعشر، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن “ثاد” مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية والفرط صوتية داخل وخارج الغلاف الجوي. ويعتقد أن تأخير إسرائيل في الرد على إيران ربما كان مرتبطًا بانتظار وصول هذه المنظومة. وبمجرد دخول “ثاد” الخدمة، يصبح الرد الإسرائيلي على إيران وشيكًا.

وأضاف أبومعشر، أن الهجمات السابقة على إيران كشفت عن ثغرات في منظومات الدفاع الحالية مثل “القبة الحديدية”، و”سهم 2” و”سهم 3″، حيث تمكنت بعض الصواريخ من الوصول إلى أهدافها. وهنا يأتي دور “ثاد” لتعزيز الحماية ضد أي هجوم صاروخي باليستي قد تشنه إيران في حال التصعيد.

توقعات الأهداف الإسرائيلية

فيما أشار الخبير العسكري اللبناني العميد يعرب صخر، إلى أن منظومة “ثاد” تغطي النقص في دفاعات إسرائيل التي توفر حماية بنسبة 70%، مما يعزز مناعة أجوائها ضد أي صواريخ باليستية محتملة. وأوضح أن واشنطن باتت مقتنعة بأن إسرائيل قد تنفذ ضربة عسكرية تستهدف البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران، بما في ذلك الأنفاق، مصانع الطائرات المسيرة، والقيادات العسكرية للحرس الثوري.

واستبعد صخر، استهداف المنشآت النووية نفسها، مرجحًا أن تركز الضربة على الأفراد والخبراء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني. لتفادي تداعيات اقتصادية تؤثر على أسعار النفط العالمية قبيل الانتخابات الأمريكية.

أهداف استراتيجية متوقعة

من جانبه، رجّح الخبير العسكري عادل مشموشي، أن الضربة الإسرائيلية قد تشمل منشآت استراتيجية في العمق الإيراني، مثل منصات الصواريخ بعيدة المدى، والمصافي النفطية، ومخازن الوقود. وأشار إلى أن هذا الهجوم، إن حدث، قد يؤدي إلى رد عنيف من طهران يشعل شرارة حرب إقليمية.

وأكد مشموشي، أن نشر “ثاد” بالتزامن مع إرفاق خبراء متخصصين يشير إلى قرب تنفيذ الرد الإسرائيلي، إذ لا يوجد وقت كافٍ لتدريب القوات المحلية على استخدام النظام.

معلومات عن نظام “ثاد

“ثاد” هو نظام دفاع جوي أمريكي متطور طورته شركة “لوكهيد مارتن”، ويهدف لاعتراض الصواريخ الباليستية في المرحلة الأخيرة من مسارها. ويتميز النظام بقدرته على العمل داخل وخارج الغلاف الجوي، واعتماده على تقنية “الضرب للقتل”. حيث يدمر الصواريخ عبر التصادم المباشر بدلاً من استخدام رؤوس متفجرة.

وبدأ تطوير “ثاد” خلال حرب الخليج عام 1991، لكنه واجه إخفاقات متكررة بين عامي 1995 و1999. ومع ذلك، نجح النظام لأول مرة في اعتراض صاروخ تجريبي عام 1999. ومنذ ذلك الحين تم تحسينه بشكل كبير وأثبت فعاليته في العديد من التجارب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى