قبيلة الشونا: حضارة قديمة في قلب زيمبابوي
أسماء صبحي
تعتبر قبيلة الشونا من أكبر المجموعات العرقية في زيمبابوي وجنوب إفريقيا. وتمتد أصول هذه القبيلة إلى مئات السنين، وهي تشتهر بثقافتها الغنية، فنونها الرائعة، وتراثها المميز الذي انعكس في إمبراطورياتها القديمة مثل “زيمبابوي العظمى” التي شُيدت في القرون الوسطى.
الهوية الثقافية
تتميز قبيلة الشونا بممارساتها التقليدية المتوارثة عبر الأجيال، مثل الزراعة والرعي، وكذلك الحرف اليدوية التي يشتهرون بها، لا سيما فن نحت الحجر. ويعرف أفراد الشونا بإنتاجهم المذهل من التماثيل الحجرية، والتي تحمل طابعًا روحانيًا وتراثيًا، ويُعتقد أنها تجسد أرواح الأسلاف.
ويتحدث أفراد الشونا لغة “الشونا”، وهي لغة بانتو منتشرة على نطاق واسع في زيمبابوي. أما فيما يتعلق بالدين، فهم يمارسون ديانة تقليدية تُعرف بـ”المواري”، والتي تتضمن تقديس الأرواح والاحتفال بالأسلاف، إلى جانب اعتمادهم على الأعشاب والعلاجات التقليدية في مجال الطب. ومع انتشار المسيحية في القرن العشرين، اندمجت بعض تقاليدهم مع الممارسات المسيحية، مما أضفى طابعًا متنوعًا على المجتمع.
التحديات الحديثة التي تواجه قبيلة الشونا
تواجه قبيلة الشونا تحديات متعددة في العصر الحديث، أبرزها النزوح الريفي نحو المدن الكبرى وتأثير الحداثة على أنماط حياتهم التقليدية. ورغم ذلك، لا يزالون يحتفظون بعناصر رئيسية من تراثهم، ويستمرون في الحفاظ على فنهم وموسيقاهم التقليدية كجزء من هويتهم.