تعرف على قبيلة حوالة: إحدى أقدم القبائل التي سكنت منطقة السراة
دعاء رحيل
قبيلة حوالة هي قبيلة عربية تنتمي إلى الأزد القحطانيين، وهي من أقدم القبائل التي سكنت منطقة السراة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية. تتميز قبيلة حوالة بحفاظها على نسبها ومكانتها وهويتها عبر التاريخ، رغم المصاعب والتحديات التي واجهتها. في هذا المقال، سأستعرض بعض المعلومات الأساسية عن نسب وجغرافية وتاريخ وثقافة قبيلة حوالة.
نسب قبيلة حوالة
تنحدر قبيلة حوالة من حوالة بن الهنوء بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وهي إحدى فروع الأزد الكهلانيين، الذين يعتبرون من أشهر قبائل قحطان. وقد اختلف النسابون في نسب قحطان، فمنهم من يرجعه إلى يقطان المذكور في التوراة، ومنهم من يرجعه إلى هود عليه السلام، ومنهم من يرجعه إلى نبت بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وقد ذكر ابن خلدون في كتابه “المقدمة” أن قحطان هو ابن الهميسع بن تيمن بن نبت بن قيذار بن إسماعيل.
وفي هذا الصدد قال أبو الأحمد الحوالي، إن أقرب القبائل نسباً لقبيلة حوالة هي قبيلة الحجر، التي تفرعت من الحجر بن الهنوء، أخي حوالة⁶. ومن أشهر فروع قبيلة حوالة هي قبيلة البقوم، التي تسكن في وادي تربة وغيرها من المناطق. تتفرع قبيلة حوالة إلى خمس لحام رئيسية، هي: المقلة، والقاسم، والشامخ، والصفية، والصادق.
جغرافية قبيلة حوالة
وأوضح أبو الأحمد الحوالي، تقع قبيلة حوالة في منطقة السراة، التي تشكل جزءاً من سلسلة جبال الحجاز. تتبع قبيلة حوالة إدارياً لمنطقة الباحة، وتحدها من الشمال قبائل بالشهم والرهوة، ومن الشرق قبائل بالشهم وبني ميمون، ومن الجنوب قبيلة العوامر، ومن الغرب قبائل غامد الزناد وبني سهيم وبني ناشر. تقع سرات قبيلة حوالة على ارتفاع يتراوح بين 1800 و2500 متر عن سطح البحر. وتتمتع المنطقة بمناخ معتدل ورطب، وتزخر بالمياه والخضرة والزراعة. ومن أشهر الجبال التي تقع في بلاد حوالة هو جبل أثرب، الذي يعد أحد أهم المعالم السياحية والتاريخية في المنطقة.
تاريخ قبيلة حوالة
قبيلة حوالة هي من القبائل التي لها تاريخ عريق ومجد كبير في الجاهلية والإسلام. فقد ذكرت قبيلة حوالة في الشعر الجاهلي، ومن أشهر الشعراء الذين تغنوا بحوالة هو عمرو بن كلثوم، الذي قال في قصيدته “البردة”:
أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ باطِلٌ
وَكُلُّ نِعْمَةٍ لا مُحَالَةَ زائِلُ
أَلاَ إِنِّي لأَحْسِبُ حِسابًا لِحَوالَةٍ
فَإِنْ لَمْ يُجْزِهِمْ فَإِنِّي مُجْزٍ لَهُ
فقد أشار إلى قبيلة حوالة كمثال على القبائل التي تستحق الولاء والانتصار. كما ذكرت قبيلة حوالة في كتب التاريخ والجغرافية، ومن أشهر المؤرخين الذين تناولوا قبيلة حوالة هو ياقوت الحموي، الذي قال في كتابه “معجم البلدان”:
حوالة: قبيلة من الأزد، سكنت سروات الحجاز، من حوالة بن الهنوء بن الأزد، ومن إخوان حوالة: الحجر، وعوهي، ودهنة، ويرفىء.
كما ذكر ابن خلدون في كتابه “العبر” أن قبيلة حوالة كانت من المشاركين في غزوات المسلمين في بلاد فارس وخراسان. وفي عصور لاحقة، شاركت قبيلة حوالة في مقاومة الغزوات التركية والفرنسية وغيرها من القوى الأجنبية التي حاولت احتلال المنطقة. كما شاركت قبيلة حوالة في دعم الملك عبد العزيز آل سعود في توحيد المملكة.
ثقافة جوالة
كما تتميز قبيلة حوالة بحبها للفروسية والصيد والشعر والغناء. ومن أشهر الفنون التي تعبر عن ثقافة قبيلة حوالة هي العرضة الحوالية، التي هي رقصة شعبية تؤديها مجموعة من الرجال بارتداء الزي التقليدي وحمل السيوف أو الخناجر أو البنادق، وتصاحبها آلات موسيقية مثل الطبول والمزامير. وتعبر العرضة عن شجاعة وفخر قبيلة حوالة بتاريخها ونسبها.