قبيلة قريش: زعامة العرب وأصل النسب الشريف
أسماء صبحي
قبيلة قريش تعد من أشهر القبائل العربية في التاريخ، وهي القبيلة التي انحدر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما جعلها تتمتع بمكانة خاصة في التاريخ العربي والإسلامي. وكانت قريش قبيلة مكية ذات نفوذ كبير في منطقة الحجاز، ولعبت دورًا مركزيًا في الحياة السياسية والاجتماعية والدينية في شبه الجزيرة العربية.
أصل قبيلة قريش
ترجع قبيلة قريش في نسبها إلى فهر بن مالك بن النضر، وتفرعت منها عدة بطون وأفخاذ، من بينها بنو هاشم، وهو الفرع الذي ينحدر منه النبي محمد، وبنو أمية، الذين أسسوا الدولة الأموية بعد العصر النبوي. كانت قريش تعتبر من أشراف العرب، وكان لهم تأثير كبير على القبائل المحيطة.
وكانت قريش مسيطرة على مكة المكرمة قبل الإسلام، وهي التي كانت تتحكم في الكعبة والمسجد الحرام، وكانوا يحمون الحجاج ويوفرون الأمن للمواسم الدينية. كما كانت التجارة من الأنشطة الرئيسية التي برع فيها القرشيون، حيث كانت قوافلهم تصل إلى الشام واليمن وتعود محملة بالبضائع.
وفي ظل مكانتها هذه، لعبت قريش دورًا محوريًا في السياسة والإدارة، سواء قبل الإسلام أو بعده. وبعد انتشار الإسلام، أصبحت مكة وقريش محور الدعوة الإسلامية، وخاصة بعد فتح مكة في العام الثامن للهجرة، حيث دخلت القبيلة في الإسلام وأصبح لها دور في بناء الدولة الإسلامية الناشئة.
قريش بعد الإسلام
بعد وفاة النبي محمد، استمرت قريش في لعب دور سياسي بارز من خلال قياداتها. فقد كان الخلفاء الراشدون، ومنهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، من قريش، واستمر النفوذ القرشي خلال الدولة الأموية التي أسسها معاوية بن أبي سفيان، وهو من بني أمية.
إلى جانب دورها السياسي، كانت قريش مركزًا للحضارة والثقافة في الجزيرة العربية. فقد كان لأدبائها وشعرائها مكانة خاصة في التاريخ العربي، وأسهمت القبيلة في إثراء التراث الأدبي العربي. كما كان القرشيون يتمتعون بحس ديني قبل الإسلام، حيث كانوا يعتنون بالكعبة ويحافظون على طقوس العبادة.
