خبراء يتحدثون عن إمكانية تشكيل محور “تركي – مصري – سوري” ضد إسرائيل
أسماء صبحي
ناقش بعض الخبراء إمكانية تشكل محور تضامني يضم تركيا، مصر، وسوريا، بناءً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أشار إلى اتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات بين هذه الدول الثلاث لمواجهة ما وصفه بـ”التهديد التوسعي المتزايد لإسرائيل”. وطرح أردوغان هذه الفكرة بعد اجتماعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتناول القضايا الإقليمية المشتركة.
تحديات أمام تشكيل المحور ضد إسرائيل
ومن جهتها، أكدت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تشكيل هذا المحور يبدو صعب التحقيق نظرًا للخلافات المستمرة بين تركيا وسوريا والتي تعود إلى عام 2011، عندما دعمت تركيا المعارضة السورية وتدخلت عسكريًا في الشمال السوري. كما أوضحت أن العلاقات التركية السورية لم تشهد حتى الآن أي تطورات ملموسة لحل الأزمة المستمرة بينهما.
وعلى الجانب الآخر، لاحظت الشيخ أن هناك تقاربًا كبيرًا بين مصر وتركيا في الفترة الأخيرة، حيث أظهر البلدان حرصًا على تعزيز العلاقات الثنائية، وتناولت مباحثاتهما الأخيرة القضية الفلسطينية والوضع في غزة بشكل رئيسي. ومع ذلك، يبقى الموقف التركي-السوري أكثر تعقيدًا، رغم محاولات إحياء مسار المحادثات بين أنقرة ودمشق.
مبادرات لتقريب وجهات النظر
من جانبه، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استعداد تركيا لمناقشة انسحاب قواتها من سوريا في إطار المباحثات مع دمشق.
وقد يعقد اجتماع رباعي قريبًا بين روسيا، تركيا، سوريا، وإيران، بهدف تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، ووصفت الشيخ هذا الاجتماع بأنه قد يكون بداية لحلحلة الأزمة بين تركيا وسوريا، مما قد يساعد في تقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهمات بين الجانبين.
وترى الشيخ أن تشكيل محور تضامني بين تركيا، مصر، وسوريا له أهمية كبيرة، خاصةً أن سوريا تعد من الجبهات الرئيسية في المواجهة مع إسرائيل، إلى جانب مصر والأردن ولبنان وفلسطين. وأوضحت أن التنسيق التركي المصري مع سوريا في هذا السياق سيعزز من قوة الجبهة ويشكل محورًا قويًا لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.
مستقبل العلاقات التركية السورية
فيما أكد السفير علي الحنفي، نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، أن زيارة السيسي إلى تركيا شهدت تنسيقًا كبيرًا حول الملفات الإقليمية، خاصة الملفين الفلسطيني والسوري.
وأشار إلى أن عودة العلاقات التركية السورية إلى طبيعتها ستمكن سوريا من استعادة دورها الإقليمي والدولي، مما يتيح لها مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.