حوارات و تقارير

مصر والإمارات: شراكة تاريخية واستراتيجية راسخة تعزز المستقبل المشترك

العلاقات بين مصر والإمارات تُعد من أكثر العلاقات العربية متانةً واستمرارية، حيث تعود جذورها إلى عام 1971. على مدى عقود، حافظت الدولتان على علاقات قوية قائمة على التعاون المتبادل والشراكة الوثيقة، وهو ما يعزز مكانتهما كحليفين رئيسيين في المنطقة. هذه العلاقات لم تكن مجرد تعاون دبلوماسي أو اقتصادي فحسب، بل عكست روابط أخوية عميقة مبنية على الاحترام المتبادل والرغبة المستمرة في تعزيز الصداقة.

شراكة تاريخية واستراتيجية راسخة

وقد أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في تصريحاته التاريخية بقوله: “الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسنداً قوياً لها”. هذه الكلمات ليست مجرد تصريح، بل هي التزام عملي ودائم من الإمارات تجاه مصر، يتجلى بوضوح في دعمها المستمر لمختلف القضايا المصرية، ما يعكس التفاهم العميق بين الدولتين ويبرز دور الإمارات كداعم رئيسي لمصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.

في إطار تعزيز هذه العلاقات، وصل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، إلى أبوظبي في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين. حيث استقبلته نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية الإماراتية نموًا كبيرًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. وأكد عبد العاطي خلال تصريحاته أن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس متينة، مشيرًا إلى التنسيق السياسي رفيع المستوى والروابط الوثيقة بين الشعبين.

في زيارته لأبوظبي، تناول عبد العاطي ملفات عدة، منها تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية، والتباحث حول القضايا الإقليمية والدولية، مثل الوضع في الشرق الأوسط والأزمة الإنسانية في غزة. كما التقى بعدد من ممثلي الجالية المصرية في الإمارات، حيث أكد على أهمية دعمهم وتلبية احتياجاتهم، مشيدًا بالدور الكبير الذي تلعبه الجالية المصرية في تعزيز العلاقات بين البلدين.

الاستثمارات الإماراتية في مصر شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما يعكس الثقة المتبادلة بين القيادتين والشعبين. في نفس السياق، أكد عبد العاطي على عمق العلاقات بين البلدين وأشاد بالتطورات المستمرة التي تشهدها الإمارات في مجالات متعددة مثل التحول الرقمي والاستدامة والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى الاهتمام البالغ الذي تحظى به الجالية المصرية من قبل الحكومة الإماراتية.

من جانبه، أوضح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بأبنائها في الخارج، مؤكدًا أن عبدالعاطي شدد على ضرورة دعم الجاليات المصرية في الإمارات وغيرها، مشيرًا إلى أهمية التنسيق بين البلدين حول أوضاع العمالة المصرية في الإمارات، والتي تحظى باهتمام ورعاية كبيرة من قبل الحكومة والمجتمع الإماراتي.

وفي تصريحات لخبراء مثل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إكرام بدر الدين، يتضح أن العلاقات المصرية الإماراتية تمتد لعقود طويلة، إذ كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالإمارات فور تأسيسها. وتضم الإمارات جالية مصرية كبيرة تتجاوز 250 ألف مصري، يسهمون بشكل كبير في نهضة الإمارات وتطورها، مؤكدين على قوة العلاقة بين الشعبين الشقيقين.

الاستثمارات الإماراتية في مصر تشمل مجالات عديدة، من بينها الطاقة والبنية التحتية، وتستمر الدولتان في تعزيز شراكتهما على المستوى الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة. كما تحرص مصر على دعم أمن الخليج العربي باعتباره جزءًا من أمنها القومي، وهو ما يعزز من أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

مصر والإمارات تمضيان قدمًا نحو مستقبل مشترك يتسم بالاستقرار والنمو، حيث تشهد العلاقات بينهما ازدهارًا غير مسبوق في كافة الأصعدة، مؤكدتين على استمرارية هذا التعاون كجزء لا يتجزأ من رؤية مشتركة نحو استقرار المنطقة ودعم القضايا العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى