أسماء بنت أبي بكر..صحابية جليلة وسيدة عطاء كريمة
أسماء بنت أبي بكر..صحابية جليلة وسيدة عطاء كريمة
ولدت قبل الهجرة النبوية بسبع وعشرين سنة، ونشأت في بيت كريم هو بيت أبي بكر الصديق، أول خليفة للمسلمين وكانت أسن من أختها عائشة أم المؤمنين ببضع عشرة سنة.وقد تزوجت من الصحابي الجليل الزبير بن العوام وأنجبت منه خمسة أولاد وثلاث بنات.
أسلمت بنت أبي بكر منذ الصغر، وكانت من السابقين الأولين في الإسلام وهاجرت مع زوجها وأبيها إلى المدينة المنورة، وشهدت أحداث الهجرة النبوية بكل تفاصيلها. وقد لُقبت بذات النطاقين لأنها شقت نطاقها وربطت به سفرة النبي محمد وأبي بكر حين خرجا مهاجرين.
كانت بنت أبي بكر امرأة كريمة سخية النفس، لا تدخر شيئًا لغد، وتتصدق وتنفق دون انتظار مقابل وقد اشتهرت بتقواها وصبرها، وكانت حريصة على أداء العبادات حتى في كبرها وعمى بصرها كما كانت تتمتع بشجاعة فائقة، ولم تخف من مواجهة المخاطر في سبيل الحق وقد كانت من معبّري الرؤى، وقد أخذت ذلك عن أبيها، واشتهرت بدقة تفسيرها.
كما روت بنت أبي بكر العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن النبي محمد وقد شاركت في غزوة اليرموك مع زوجها وابنها، ووقفت مواقف مشهودة في الدفاع عن الإسلام وربّت أبناءها على حب الله ورسوله، وساهمت في تربية جيل من الصحابة والقادة المسلمين.
فقد عاشت بنت أبي بكر دهرًا طويلًا، وبلغت من العمر مائة سنة وتوفيت بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بليالٍ قليلة، وكانت آخر المهاجرين والمهاجرات وفاةً.