سياسيون يتحدثون عن دور مبادرة “التنظيم الذاتي” للأعلى للإعلام في ضبط المحتوى الإعلامي
أسماء صبحي
تم إطلاق مبادرة “التنظيم الذاتي” من قبل المجلس الأعلى للإعلام بهدف تنظيم البرامج الحوارية والرياضية وبرامج التوك شو. وقد شهدت المبادرة مناقشات واسعة شارك فيها نخبة من المتخصصين وكبار الإعلاميين وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب. وخرجت الاجتماعات بعدة توصيات من بينها تحديد مدة البرامج بحد أقصى ساعة ونصف. وتقنين نسبة الإعلانات، إلى جانب تقليص عدد المقبولين في كليات الإعلام.
أهمية مبادرة “التنظيم الذاتي”
ومن جهته، أوضح عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، أن المناقشات التي جرت ضمن إطار مبادرة “التنظيم الذاتي” كانت مثمرة وثرية بمشاركة عدد كبير من خبراء الإعلام والمسؤولين.
وأكد حسين أن تطبيق التوصيات الصادرة عن المجلس الأعلى للإعلام بشكل صحيح سيؤدي إلى تطوير وتنظيم أفضل للإعلام. مشيرًا إلى أن تحديد مدة البرامج سيساهم في تركيز المحتوى ويجعله أكثر جاذبية للجمهور.
وعن اختيار مقدمي البرامج، أشار حسين إلى أن هناك عوامل عديدة تؤثر على قبول المذيع لدى الجمهور، مثل الكاريزما والقدرة على التواصل. مؤكدًا أن هذه العوامل تختلف من شخص لآخر ولا يمكن تحديد قالب واحد ينطبق على جميع المذيعين. كما أشار إلى أهمية الالتزام بالقواعد القانونية والسياسات التحريرية في اختيار مقدمي البرامج.
وفيما يخص الإعلانات، شدد حسين على ضرورة وجود نسبة محددة للإعلانات داخل البرامج. بحيث لا تطغى على المحتوى الإعلامي المتخصص، معترفًا بأهمية الإعلانات في تمويل وسائل الإعلام.
تحدي كبير
كما دعمت هند رشاد، أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب، مبادرة “التنظيم الذاتي”، مؤكدة أن هذه المبادرة تأتي ضمن اختصاصات المجلس الأعلى للإعلام. وأضافت أن هناك حاجة لتوضيح الأكواد الإعلامية بشكل أكبر لضمان التزام الجميع بها. مشيرة إلى أن التجاوزات الإعلامية غالبًا ما تكون فردية وتحدث في قنوات غير معروفة.
وأوضحت رشاد، أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تمثل تحديًا كبيرًا حاليًا بسبب غياب القوانين الدولية التي تنظمها.
تعزيز المسؤولية الذاتية
أما الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، فقد أكد أن مبادرة “التنظيم الذاتي للإعلام” تسعى لتعزيز المسؤولية الذاتية وتحسين جودة المحتوى الإعلامي. وأشار إلى أن المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو خلق بيئة إعلامية أكثر إيجابية من خلال توفير منصات حوارية تجمع بين الإعلاميين وخبراء الإعلام، مما يعزز التفاهم وتبادل الأفكار.
ولفت عبد العزيز، إلى أن تفعيل توصيات هذه المبادرة يعتمد بشكل أساسي على الإعلاميين أنفسهم، الذين أظهروا التزامًا طوعيًا بتحسين الأداء الإعلامي. كما أكد أن التوصيات التي خرجت عن هذه الاجتماعات تعكس رغبة حقيقية من جانب الإعلاميين في الارتقاء بأدائهم والحد من التجاوزات والممارسات غير المقبولة.