فنون و ادب

المتلمس: شاعر الحرية والكرامة الذي تحدى الملوك وأحرق رسائل الموت

جرير بن عبد المسيح الضبيعي، الشهير بالمتلمس، هو شاعر عربي من بني ضبيعة وُلد في البحرين وعاش في الشام. اتبع قابوس بن المنذر، ملك الحيرة، لفترة من الزمن، وكان يرافقه ابن أخته طرفة بن العبد. لكن علاقتهما بالملك انتهت بمأساة، بعد أن وصل إلى مسامع الملك أبيات هجاء وسخرية من المتلمس وطرفة، فقرر الانتقام منهما. أرسل قابوس الشاعرين إلى عامله في البحرين برسائل مغلقة تحوي أمرًا بقتلهما. بينما اختار طرفة المضي دون فتح الرسالة، ليواجه حتفه المحتوم، قام المتلمس بفتح رسالته، ليكتشف المكيدة، فرماها في نهر الحيرة وهرب إلى الشام، ليطلق شرارة التمرد والكرامة ضد الطغاة.

من هو المتلمس

تميز المتلمس بقصائده التي تدور حول معاناته من التشرد والنفي، معبراً عن رغبته في الحرية والتمرد على الظلم. ورغم قلة إنتاجه الشعري، إلا أن قصائده جاءت مليئة بالغضب والتمرد، مستخدمًا أساليب لغوية قوية تعبر عن حقده وكراهيته للظلم، مما جعل صوره الشعرية حرة وعاصفة.

من أشهر قصائده كانت “هجاء عمرو بن هند”، حيث أطلق فيها غضبه العارم على قومه الذين خضعوا لطغيان الملك. كما جاء في قصيدته “حضّ وتعيير”، التي تضمنت تقريعًا لقومه المتنصلين من نسبه. ورغم المبالغات الوصفية التي ظهرت في القصيدة، إلا أنها تعتبر وثيقة فنية عميقة تجسد شدة الإباء الفردي للعربي القديم.

وقال عنه ابن سلام الجمحي في “طبقات فحول الشعراء” أن المتلمس كان سيدًا وشاعرًا من أجود المقلين، وكان دفاعه الدائم عن الحرية والكرامة هو ما يميز شعره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى